ونعود إلى العجب من تنازع الفريقين اسماً ليس أحدهما حقيقاً به، لأن المتبادر إلى الذهن من هذا الاسم أنه علم على جامعة عربية أدبية، أي جماعة من رءوس الأدباء في البلاد العربية المختلفة، وليس بين هؤلاء ولا هؤلاء واحد منهم، على أن الصفة الغالبة على الرئيسين هي السياسة، فلو أنهما تخليا عن هذه الرياسة لانصرف كل من الفريقين إلى شأنه
علية بنت المهدي والعصائب:
نشرت جريدة (أخبار اليوم) صورة كتبت تحتها: (تسريحة للشعر عرضت في المؤتمر الدولي الثاني للحلاقة الذي عقد في باريس، ويلاحظ تأثير الذوق الشرقي في الحلية التي تستر جزءاً من الجبين في حالة اتساعه عن المألوف.)
صحيح أن هذا ذوق شرقي، ولكن ما أصل هذا الذوق؟ يخيل إلي أنه يرجع إلى علية بنت المهدي أخت الرشيد، فقد أثر عنها أنها كانت من أجمل النساء، لكن بها عيب، كان في جبهتها سعة تشين وجهها، فاتخذت العصائب المكللة بالجوهر لتستر بها جبينها، قال صاحب الأغاني في ذلك:(فأحدثت والله شيئاً ما رأيت فيما ابتدعته النساء وأحدثته أحسن منه)
وما أخال إلا أن هذه (المودة) قد انتشرت بمحاكاة عليه، وسارت بين النساء على اختلاف الأجيال وتعاقب الأزمان حتى الآن، وها هي ذي تأخذ طريقها إلى باريس. . .
وتلك هي سنة الناس في ابتداع (المودات) وانتشارها، وما أظن كثيراً من أوضاع الملابس التي نرتديها الآن، كربطة العنق وثنية السروال، إلا من عيب كان بأحد الناس في سالف الزمن، أو اضطرار لمواجهة حالة، أو ما إلى ذلك.
قصة زواج أم كلثوم
إن كان حقيقياً ما يقال وما تدل عليه الدلائل فقد انخدعنا - كما نخدع سائر الناس - في ما كتبنا بالتعقيبات الماضية عن زواج أم كلثوم، إذ أيقنا أن هذا الزواج أو العزم عليه حقيقة واقعة، وكانت طريقة إذاعة النبأ تحمل على الوثوق به، ولكن يظهر أنها طريقة أمريكانية.