للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العالمي - ليست مختارات فحسب - تكفي لبيان الاتجاه العام في التعبير. وبينها وبين الشعر العربي فوارق أصيلة في طريقة تناول الموضوع والسير فيه، وفي طريقة التعبير.

وإذا كانت للشعر العربي القديم ظروف تاريخية وعقلية خاصة جعلته يختار طريقه، ويكون تقاليده، فإن من واجب النقد في العصر الحديث أن يكشف عن الطرائق الأخرى لينتفع بها من يريدون التجديد الداخلي العميق لكيان الشعر في العصر الحديث.

على أنني حرصت على الاختيار من الشعر الفارسي والهندي والمصري القديم، ومن (الكتاب المقدس)، ومن (القرآن الكريم) لبيان خصائص التصوير والتظليل التي تقاس في الشعر العربي، وهي مصادر كاملة في المكتبة العربية لا مختارات.

ولو رجع الأستاذ إلى نقد: (ابن قتيبة)، وأبي هلال العسكري للأبيات:

ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح بالأركان من هو ماسح

أو للبيتين:

إن الأولى ذهبوا بلبك غادروا ... وشلا بعينك ما يزال معينا

لعلم أن النقد العربي القديم لا يقيم وزنا للصور والظلال ولا يعدها قيمة فنية من قيم الشعر. . . وهذا وحده يكفي.

٢ - قال: (ولم يكن المؤلف منصفا كل الإنصاف في الموازنة بين شوقي وعزيز أباظة في الرواية الشعرية ومرد ذلك فيما ألمح إلى ما استقر عنده من هوان أمر شوقي في الشعر، وقد بدا تحامله على شوقي في نقد الأبيات الآتية من مجنون ليلى:

لم إذن يا هند من ... قيس ومما قيل تبرا

أنعم (مناز) مساء ... سعدت سعد مساء

أوغل الليل فليقم. بل رويدا ... واسمعي (ليلَ. . .)

(يأخذ عليه في البيت الأول تسكين ميم (لم) وتسهيل الهمزة في (تبرا) وفي الباقي ترخيم منازل وليلى، ويعد هذه ضرورات يعيبها عليه، مع العلم بأن تسكين ميم لم، وتسهيل الهمزة كثير جداً في الشعر ولا غبار عليه، أما ترخيم المنادى فليس من الضرورات. . . وهذا وذاك وذلك أمور مستساغة بل كثيراً ما تستعذب وتستملح).

وهنا أجدني آسفا لأن الأستاذ لم يعرض وجهة نظري كاملة. فلم تكن تلك الأشياء التعبيرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>