هي التي أخذتها على شوقي في الصميم، إنما كان الذي أخذته هو الضعف في رسم الشخصيات والخوالج النفسية الإنسانية في أبطال الرواية، والتفكك الفني في سياقها، والخطأ في رسم نفسية (المجنون) وعواطفه. . . الخ وقد برهنت على هذا بالأمثلة التي أستطيع نقلها هنا. أما هذه الضرورات فقد لاحظت كثرتها كثرة شديدة، تخرج عما يستعذب ويستملح)، مما لا يلجأ إليه إلا صغار النظامين الذين تعوزهم المرانة. . . وقد استغربت هذا من شوقي فقلت:
(ومن العجيب أن تخون شوقي في روايته الشعرية أقوى خصائصه التي بهرت أهل زمانه، وهي قوة الأداء، ووضوح التنغيم) فهذا عيب إذن خاص بالروايات لا بشوقي الشاعر، كما بينت هناك في وضوح. وقد ذكرته على الهامش ولم يكن هو صميم النقد.
٣ - وقال:(ومما أخطئه الإنصاف فيه نقده لتيمور إذ يصف فنه بالفتور، وبأنه يؤثر اللطف والدعة على الانفعال والحيوية. وهو في هذا يصنع موازين (غير مختومة) ويزن بها.
(فهذا أديب وديع يصدر عن أدبه عن ذات نفسه فيؤثر فيه اللطف والدعة. أليس هذا من (الصدق الذاتي) في الأدب؟ أولا يكون الناتج معجبا إلا إذا صخب فيه الأديب وعربد؟). . .
ومرة أخرى أجدني آسفا لأن الأستاذ لم ينقل حقيقة رأيي ولم يعرض مواضع نقدي (فأخطأه الإنصاف) فيما يقول:
فالذي يقوله الأستاذ هنا بديهية لا تبلغ بي الغفلة ألا ألتفت إليها. وليس كل أديب مكلفا أن يخصب ويعربد. وليست الدعة واللطف بأقل أصالة في الفن من الصخب والعربدة.
ولكن أكان هذا مأخذي على فن تيمور؟
أرجع إلى كتابي ص١٨٥ فأجدني أقول:
(لقد كان لتيمور الحق أن يتبوأ مكانه الذي ينسبه إليه بعض من يكتبون في النقد هذه الأيام، لو أنه وفق إلى منح الحياة لأبطال أقاصيصه وبث الحياة في تضاعيفها - ولو إلى حد، ولكنه - فيما عدا القليل من هذه الأقاصيص - يخونه التوفيق في إطلاق روح الحياة المتحركة. . .)