(لقد حلت كلمة (القوة) محل كلمة (المادة) فما يدرينا إذا كانت كلمة (روح) لا تحلمحل كلمة (قوة)؟).
وقال الفيلسوف (جيو) في كتابه (اللاتدين في المستقبل) ولا يتهم بمشايعة الأديأن، قال في طبعته السادسة:
(إن الرأي الذي مؤداه: أن الجوهر الفرد لا يقبل الانقسام ولا التجزؤ، يعتبر من الوجهة الفلسفية من الآراء الطفيلية. فقد أثبت طومسون وهولوتز أن الذرات في ذاتها زوبعات متشابهة ثم قال:
(إذا وسع المذهب المادي مدى نظره، وجب عليه أولاً نسبة الحياة إلى العنصر العام بدلاً من أن يفرضه مادة عمياء).
ثم نقل الفيلسوف جيو بعد ذلك عن سبنسر قوله:
(قال الفيلسوف سبنسر:) كل جيل من الطبيعيين يكشف في المادة المسماة عمياء قوى ما كأن يحلم بوجودها أعلم علماء الطبيعة قبل ذلك بسنين معدودة.). فإننا لما رأينا أجساماً جامدة تحس رغماً من جمودها الظاهر بتأثير قوى لا يحصى عددها؛ ولما أثبتت لنا آلة التحليل الطيفي بأن الذرات الأرضية تتحرك موافقة حركة الذرات الموجودة في الكواكب، ولما اضطررنا إلى أن نستنتج من ذلك أن ذبذبات لا يحصى لها عدد تخترق الفضاء في كل جهة وتحركه، لما رأينا ذلك كله، وجب علينا أن ندرك ما قاله (سبنسر) من أن الوجود ليس بمؤلف من مادة ميتة، ولكنه وجود حي في كل جهة من جهاته، حي بأعم معاني هذه الكلمة، إن لم يكن بأخص معانيها).
وهذا أيضاً ربح عظيم للدين آتاه به العلم بعدما ملأ الخافقين إيذاناً بأن الدين قد قضى زمنه، وانتهت مهمته.
وفي العالم بحوث منذ أكثر من مائة وخمسين سنة موضوعها النفس الإنسانية، كان في مقدمتها ما دعاه مكتشفه الدكتور (مسمر) الألماني حوالي سنة (١٧٧٠) بالتنويم المغناطيسي، وقد ثبت بتجارب العلماء فيه من خصائص الروح الإنسانية ما كاد لا يصدق لولا أنه شوهد مشاهدة علمية لا تدع عذراً لمستريب. ثبت منه أن الإنسان متى وقع في ذلك الضرب من النوم، ظهر له عقل أرقى من عقله، وذاكرة لا يفلت منها ما كبر أو صغر