حسب حظ الواحد وسعده، فمنها ما يتحرك لخير ومنها يتحرك لشرّ. ومن ذلك انتشر الاعتقاد بمعرفة حظوظ الناس من معرفة حركات النجوم، فصار العالم بالأرواح عالماً بالنجوم ومسالكها، وأصبح صاحب الدين في الدنيا وهو صاحب العلم أيضاً، ولم يمكن عند ذلك التمييز بين الاثنين.
عرف اليونان من الكواكب خمسة غير الشمس والقمر.
عرفوا:(١) الزهرة، وهي الكوكب المتألق في السماء عند الصباح أو عند المساء، وقد دعاها الرومان إلهة الحب لجمالها وافتتانهم بها؛ وليس من الغريب أن يقرن نابليون حظه بها، إذ قال لأحد جنوده ذات ليلة:(انظر! هذه نجمتي، ما دامت متألقة فلا شك في نجاحي).
(٢) عطارد، رسول الآلهة، يُرى أحياناً في الشفق فقط بعد مغيب الشمس، يلبث قليلاً ثم يتبعها، وهو كالزهرة يرى أيضاً في الصباح.
(٣) المريخ، ونراه أحياناً متألقاً، وأخرى ضعيف الإشعاع، أحمر اللون، وهو إله الحرب عند الإغريق.
(٤) المشتري، إله الآلهة، وهو كزوس عند اليونان، وثاني الكواكب بشدة لمعانه، فلا عجب إن عرفه الناس من زمن قديم.
(٥) زحل، المعروف ببطء حركته بين النجوم الثوابت، عرفه الأقدمون كأبعد سيار عن الأرض.
ليس لنا أن نبين الأبحاث التي قام بها علماء اليونان في علمي الهيئة والنجوم، ولكن المهم الآن أن نعرف بعض من قاموا بتأسيس فكرة النظام الشمسي التي عرفت بالنظام البطليموسي، والتي ما كانت إلا تعديلاً لما اعتقده أرسطو العظيم في هذا الكون العجيب.
في سنة ٥٣٢ ق. م قام فيتاغورس وأنشأ أخوية دينية كان لها اعتقادها الخاص في كروية الأرض، وكان هو أول من فرض حركة الأرض حول الشمس، لكن أرسطو رفض هذا الفرض لعدم ظهور دواع تؤيده، وكان أيضاً هبارخس أول من أظهر استدارة فلكي الشمس والقمر حول الأرض.
وفي سنة ٣٧٠ ق. م، أظهر يودكس فكرة الكرات المتراكزة، فبنى على هذه الفكرة من