ومشجعيه وزير! ولو لم يعمل صاحب المعالي إبراهيم دسوقي
أباظه باشا ما عمل للفن الرفيع في وزارته وفي داره وفي
حزبه لما تميز في رأينا على نظرائه الذين تقدموا بالأدب
وتعرفوا به ثم أخروه وأنكروه. وإذا كان في الناس من ظن أن
رياسة الباشا لجامعة الأدباء تشريف ودعاية، فقد ثبت من هذا
البيان الحازم أن رياسته لها تكليف ورعاية.
أعوذ بالله!
أعوذ بالله من. . . أأقولها؟ من صورتي أنا! ولست أعني الصورة التي صورني الله بها؛ فإني راض عنها أحمد الله عليها، ولكن أعني هذه الصورة التي وضعت مع مقالتي في العدد الممتاز وقالوا. . . إنها صورتي! مع أنها لا تشبهني ولا أشبهها وليس فيها ملامحي ولا سماتي، ولم يرها أحد ممن يعرفني إلا قال كما قلت: أعوذ بالله! أهذه صورتك!
لا والله يا إخواننا، ليست صورتي، ولا أدري من الذي صورها، ولكن أدريه أن هذا (المصور. . .) مثل زميله الأول الذي بلغ من حذقه ومعرفته بصناعته، أنه صور (ديكا رومياً) فما شك أحد ممن رأى الصورة، بأنها (خريطة الحبشة)
وأنا أفهم من التصوير الكاريكاتوري أنه لابد فيه مع إظهار المقابح، وتعمد الاضحاك، من إثبات الملامح والدلالة على الشخص المصور حتى لا يتردد كل من يعرفه إذ يرى الصورة، في أن يقول ضاحكا: هذا فلان، فإذا لم يعرف من الصورة صاحبها، ولم يوجد فيها ما يدل عليه، ولم تشتمل على فكرة ولا على إضحاكك ولا تظهر معنى من المعاني، فإنها لا تسمى صورة أصلا.
ولا عبرة بأن هذا (المصور. . .) أبرز ملامح بعض كتاب الرسالة، كعزام باشا مثلا، وأنه يجيد تصوير الوزراء ورجال السياسة، فإن كل إنسان إذا مرن على تصوير رجل يحذق صورته. ولقد كان عندنا في الثانوية ناظر عجوز له شاربان ينزلان على شفتيه وأنف