أباه بأنه إنما ينتقده لأنه لا يريد أن يحرم من التمتع بذلك النظام الذي اعتاده في حياته مع (أود) أثناء غيبته في الحرب، ثم يقول بمنتهى الصراحة:(إنه مما يضايقك أن أظل حياً! ويدهش الأب الشيخ لذلك، ولكن الابن الجندي يعلل هذا بما سبق من أن أباه يغار منه دون أن يشعر بتلك الغيرة، وهو يحس الآن بأن غيرته قد جرحت بعد الذي علمه مما دار بين الخطيبين في الليلة الماضية). ويثور الابن على شيوخ العالم ويقول:(إن الشبان قد اختفوا في هذه الحرب وعاد الشيوخ إلى احتلال مكانتهم كرجال وشبان من جديد. ويتهم والده بأنه يكرهه. وهنا تطلع (اود) والد خطيبها على ما ذكره لها خطيبها من أن الحرب ستطول وأنه أخفى عليهما ذلك. ويدهش الأب لهذا، وتخشى (اود) أن يموت خطيبها في تلك الحرب! وعندئذ يقول الجندي لها:
إذا مت فإنني أمانع في بقائك هنا - ثم يبدي رغبته في أن يصطحبها معه إلى باريس، فتمانع في ذلك، ويظن الأب الشيخ أنها تمانع من أجله فيشكرها. ويلح الجندي في ذلك ويطلب إليها أن تختار بينه وبين أبيه؛ ويدور بينها وبين الشيخ هذا الحوار العجيب!
هي - سيرحل؟
الشيخ - هل طرده أحد!
هي - سيذهب؟
الشيخ - ليذهب
هي - سيعود إلى وطيس المعركة
الشيخ - فليؤد واجبه
هي - إنه يواجه الموت
الشيخ - يتوهمون ذلك دائما!
وفي تلك الأثناء تكون أود بجانب الشيخ فيظهر عليها الاشمئزاز منه وتتراجع وهي تنظر إليه في احتقار وازدراء وتقول في صوت قوي: إنك ترعبني! فيصيح الشيخ: (اود!)
ولكنها تلتفت إلى الجندي وتقول:(خذني!) وتصارح الشيخ بأنها تشمئز منه وأنها لا تريد البقاء. وتؤكد لخطيبها أنها لم تفكر في أحد غيره. وأنها له وحده. تفخر وتزهي بأنها زوجته أو بأنه جعلها زوجته! ويسألها الشيخ عما إذا كانت لم تشعر بحبه لها أو بحبها له.