للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يستحق ومن لا يستحق، بل إن الوزارة تحبس كثيراً من النسخ لديها ولا تسمح لأحد بالحصول عليها، أليس معنى هذا أن الوزارة تبعث تراث المعري لتقبره من جديد!

فكرة ماتت:

كان تفكير القائمين على دار الكتب المصرية قد اتجه إلى بحث مصادر الأدب المصري التي لا تزال إلا الآن مخطوطة مطمورة بالدار، على أن ننشر نشراً علمياً يستوفي الأسباب والوسائل الكافية، ويقوم بتصحيح كل كتاب أستاذ معروف بقدرته وخبرته.

والفكرة وجيهة رشيدة، بل إن النهوض بها واجب يقتضي الإسراع في إنجازه، فإن من العار أن يبقى أدبنا الذي يمثل شخصيتنا والذي هو منار فخارنا مطموراً منسياً إلى اليوم، وإن من الهوان أن يبقى الأدب المصري في أزهى عصوره مجهولاً حتى الآن.

ولكن يؤسفنا أن نقول إن هذه الفكرة الطيبة قد ماتت وطوى خبرها كما تطوى كل فكرة طيبة في مصر، وليس هذا من سبب إلا لأن الذين فكروا فيها واتجهوا إليها قد بعدوا في مجال العمل عن الإشراف على دار الكتب، فلما جاء الخلف عز على نفوسهم أن ينفذوا فكرة صالحة للسلف.

فهل للقائمين بأمر الدار أن يمضوا في هذه الفكرة، وأن يعجلوا بإنجازها وتنفيذها تقديراً للقومية العربية وإحياء لتراث عظيم مبعثر، قبل أن يندثر ويقبر؟!

مجمعان علميان:

أخذ الحكومة العراقية بالأسباب لإنشاء مجمع علمي عربي على نظام المجمع العلمي العربي بدمشق، وستجعل من مهمته التأليف والترجمة والنشر، على أن تلغي اللجنة التي تضطلع بهذه المهمة.

وكان دولة رياض الصلح بك رئيس الوزارة اللبنانية يفكر في إنشاء على هذا الغرار في بيروت، فلما عاد إلى الوزارة في هذه الأيام كان أول ما انصرفت إليه اتجاهه، هو تنفيذ تلك الفكرة، ويقولون إنه بسبيل تحقيقها وإخراجها إلى الواقع.

وإنشاء المجامع من هذا الطراز يخدم العلم واللغة والأدب، وينظم الإنتاج الفكري ويدعمه، ثم هو يقوي الروابط بين الأقطار العربية، لأن صلات الهيئات تكون أقوى وأشمل من

<<  <  ج:
ص:  >  >>