وإذا ما تم إنشاء هذين المجمعين إلى جانب مجمع دمشق ومجمع اللغة في مصر يكون في بلاد الجامعة العربية أربع مجامع، أي أربع دعامات لخدمة العلم والأدب واللغة، والهدف الذي نرجو أن تتوجه إليه جهود هذه المجاميع هو أن تعمل متحدة متضافرة على جمع التراث العربي المبعثر في الآفاق، الموزع في الأقطار، فمنه جانب في مكاتب الأستانة، وجانب في الأسكوريال، وقسم كبير في مكاتب أوروبا ومتاحفها، ولقد انقضت السنون وما زلنا نعيش على انتظار ما تجود به علينا أيدي المستشرقين من هذا التراث.
جامعة أدباء العروبة:
افتتحت جامعة أدباء العروبة فرعاً لها بمدينة الفيوم، وأقامت لذلك حفلاً رائعاً، في مساء الخميس الماضي خطب فيه معالي دسوقي أباظة باشا وزير المواصلات فتحدث عن أغراض الجامعة ومراميها، وشرح ما تهدف إليه من غاية في رعاية الأدب وتقوية الروابط، ثم تعاقب الشعراء والخطباء في إلقاء قصائدهم وكلماتهم فأنشط وخطب الأساتذة الدكتور إبراهيم ناجي، وطاهر أبو فاشا وأحمد عبد المجيد الغزالي، وخالد الجرنوسي، والعوضي الوكيل، وعبد المنعم إبراهيم، وطه عبد الباقي سرور، وعبد الوارث الصوفي، وهم من الفريق القاهري، وعبد العظيم بدوي، ونبيه أبو زهرة، ومحمد النشرتي، وغيرهم من الفريق الفيومي. وكان موضوع القصائد والخطب حديث عن الفيوم، من الوجهة التاريخية والأدبية، وإنه لموضوع له قيمته، ويا حبذا لو أن الشعراء والخطباء عنوا بتجريده وتخليصه من شوائب المناسبة وسجلوه لتعميم الفائدة.
في موكب الجلاء والحرية:
أقام لبنان الشقيق في مطلع هذا الشهر احتفالاً رائعاً شاملاً احتشدت فيه المواكب المختلفة بمناسبة جلاء الفرنسيين عن البلاد وخلوصها من براثن الاستعمار، ولقد ظلت بيروت أربعة أيام كاملة وهي تفيض بالسرور وتهزج أهازيج الفرح والنشوة.
هذه المناسبة الطيبة الرائعة كانت ربيعاً للشعراء والأدباء، فقد هزت عواطفهم بخالد الشعر ورائع البيان، فانطلقوا يتحدثون عن تاريخ حافل بمآثر الأدباء والأجداد، وذكر عامر