ويرى بعض المستشرقين مثل (دي كوية) وو ' أن هذه الجزيرة تشبه الجزيرة الأولى التي وصل إليها (السندباد البحري) وأصدقاؤه وقصة السندباد من القصص العربية المعروفة ولعلها النموذج الأصلي لقصة (روبنسن كروسو).
ونجد مثل هذه القصص في الكتب الدينية القديمة مثل:(التلمود) وهو بعد التوراة عند اليهود وعليه عندهم العمل في الأحكام الفقهية. ومثل (الأفستا) كتاب الفرس المجوس. وقد انتشرت أمثال هذه القصص بين العجائز والأطفال ولا زالت معروفة حتى اليوم.
وزعم نفر من المستشرقين أن قصة (سانت برندن)، والقصص المشابهة لها هي من القصص الايرلندية القديمة، وقد عرفها الشرق عن طريق الصليبيين أو عن طريق أسبانيا؛ ودليلهم على ذلك أن سمكة (الحوت) التي وصفت بالكبر والضخامة لا تعيش في مياه الشرق.
وهذا الرأي لا يستند بالطبع إلى دليل ملموس، ولا يعقل انتقال هذه القصة من ايرلندا إلى الشرق. وهناك أدلة علمية واضحة تنفي انتقالها من ايرلندا. فالجاحظ الكاتب البصري وقد عاش في نهاية القرن الثامن للميلاد إلى ما بعد منتصف القرن التاسع (٧٨١ - ٨٦٩ م) يصف قصص البحارة عن الحيات البحرية فيقول: (فقد زعم هؤلاء أنهم ربما قربوا إلى بعض جزائر البحر وفيها الغاض والأدوية واللحاقيق وأنهم في بعض ذلك أوقدوا ناراً عظيمة فلما وصلت إلى ظهر السرطان ساح بهم وبكل ما عليه من النبات حتى لم ينج منهم إلا الشريد).
ويظهر من كتاب الحيوان أن مثل هذه الأساطير كانت معروفة في العراق، وعلى الأخص في البصرة في أيام الجاحظ، وربما كانت معروفة قبل عصر الجاحظ، وأن قصة (السندباد البحري) التي شاعت بين الناس في القرن العاشر وما بعده أخذت من هذه القصص البحرية. وقد تطرق الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) إلى ذكر الحيتان.
أما الجزيرة الثانية من مجموعة الجزر التي زارها القديس فهي جزيرة نائية كانت مأهولة بالطيور المتكلمة وكانت أرواحها من طبيعة أرواح الملائكة. وفي قصة (بلوقيا) مثل هذه الطيور. فلما سأل (بلوقيا) أحدها قال (أما من طيور الجنة، وأن الله قد بعثني إلى آدم بهذه المائدة لما هبط من الجنة، وإني كنت معه حين لقي حواء وأباح الله له الأكل؛ وأنا ههنا من