ودفن هناك، وفي العام الماضي أخرج كتاباً طريفاً بعنوان (مع المخطوطات العربية) وقد تحدث فيه حديثاً قصصاً خلاباً عن رحلته إلى بلاد الشرق العربي وما وقع له من النوادر في البحث عن المخطوطات النادرة وما وفق إلى اكتشافه من هذه المخطوطات.
فالمستشرق (كراتشوفسكي) وثيق الصلة بالأدب العربي القديم والحديث، وقد عاصره عن قرب أكثر أربعين عاماً، فإذا ما تحدث عن (الأدب العربي في القرن العشرين) فلا شك أن حديثه حديث العالم الخبير.
المجمع العربي بدمشق:
يعتبر القسط الذي نهض به المجمع العلمي العربي بدمشق في خدمة التراث العربي وبعثه، قسطا واسع المدى محمود الأثر، فقد نشر هذا المجمع كثيرا من النوادر المطمورة، وجمع كثيراً من المخطوطات الغالية التي بعثرتها واستبدت بها أحداث الزمن عوادي الأيام، وكان آخر ما أخرج في هذه الناحية ديوان الشاعر أبن عنين الذي قام بتصحيحه وشرحه الشاعر الأديب خليل مردم بك الأمين العام للمجمع، ثم كتاب:(المستجاد من فعلات الأجواد) لعبد المحسن بن علي التنوخي وهو يشتمل على أخبار الأجواد ومآثرهم في الجاهلية والإسلام، وقد عنى بتصحيح هذا الكتاب وتحقيقه الأستاذ محمد كرد علي رئيس المجمع وعضو المجمع اللغوي بمصر.
ونحن إذ نشيد بأثر الجمع العلمي الدمشقي في هذا، فارجوا أن يحرص على تعميم آثاره ومطبوعاته في العالم العربي، وأن ييسر الحصول عليها لأبناء العربية، وذلك بإنشاء مكاتب فرعية له تقوم بعرض هذه الآثار في كل قطر، فإن كثيراً من الباحثين وأساتذة الجامعات والمعاهد وطلابها، يعييهم أن يحصلوا على آثاره ومطبوعاته.
الأخطل الصغير:
من أخبار بيروت أن الشاعر الكبير الأستاذ بشارة الخوري المعروف باسم (الأخطل الصغير) قد أعتزم ترشيح نفسه لعضوية مجلس النواب اللبناني في المعركة الانتخابية القادمة، وقد علقت إحدى الصحف البيروتية على هذا النبأ قائلة في سخرية خفية: (إن الأخطل الصغير سيرشح نفسه معتمداً على سمعته الأدبية، ورأس ماله في الشعر والأدب.