مستوى اقل من مستوى الماشية. يسرقونها في اسهم قناة السويس، وفي ثمن قطنها وصادراتها لهم في الحرب وغير الحرب، وفي صفقات المناقصات العامة، ويستنزفون غذائها وفاكهتها وملابسها في زمن الحرب بلا مقابل فينشرون فيها السل والأنيميا وشتى أمراض التغذية ثم يكادون يتنصلون من ديونهم القليلة. يستخدمونها في الحرب بكل قواها ثم يتنكرون لها بعد الانتصار. . . أولئك هم السادة الذين يفخر العبيد بإنسانيتهم حينما يرونه ينتصرون!
فخور بإنسانيته. لأن الإنجليز بعد نصف قرن في السودان لا يزال سكانه في الجنوب عرايا وسكنه في الشمال مبعدين عن إخوانهم في الجنوب بدافع التعصب الديني لأن دماء الصليبيين لا تزال تجري في دماء المستعمرين. وبدافع الاستغلال القذر لأن موارد الجنوب يجب ان تبقى للاستعمار!
فخور بإنسانيته. لأن الهند بعد ثلاثمائة عام في الحكم البريطاني، لا تزال أفقر الشعوب وأقذرها. وهذه القذارة تنفر الدكتور حسين فوزي وتطلق لسانه بشتيمة الهند والهنود في كتاب سابق له. ولكنها لا تحنقه إطلاقا على الحكم البريطاني القذر لأن السادة لا يحنق عليهم العبيد!
فخور بإنسانيته. لأن الإنجليز حاربوا الصين مرة لسبب واحد، وهو أنها عزمت على تحريم تدخين الأفيون. حينما تقتضي (الإنسانية) ان يظل الصينيون (مساطيل) لا يفيقون لأن (الانبساط) والانسجام خير يجب أن يتمتع به الصينيون.
فخور بإنسانيته. لأن الإنجليز نشروا وباء الكوليرا في حربهم مع (البوير) في جنوب أفريقيا؛ فكانت هذه وسيلة (إنسانية) للانتصار في الحروب!
فخور بإنسانيته. لأن فاجعة (دنشواي) كانت انتصاراً للروح الإنسانية وللضمير الإنساني في تاريخ الشعوب!
فخور بإنسانيته. لأن الإنجليز يقفون في وجه التحرر لا في مستعمراتهم فقط، ولكن في مستعمرات سواهم، كما صنعوا في أندنوسيا، حينما هبت تحارب وحوش الهولنديين!
فخور بإنسانيته. لأن الإنجليز يرتكبون في فلسطين من الجرائم الإنسانية ما تقشعر له الأبدان في سنة ١٩٣٧. واليوم يجلدهم اليهود علناً فلا يتحركون!