ثم (أمنا فرنسا، ومربيتنا باريس). . . إلى آخر هذا الغزل السخيف!
(أمنا فرنسا - كما يقول أهل لبنان - ولم يكن منصفاً فيقول: (كما يقول أهل لبنان):
لقد تحرر لبنان من تلك العبودية يا دكتور فوزي. لقد تحررت ارضه، كما تحرر ضميره. ولعلك لا تذكر واقعة اعتقال رئيس الجمهورية وأعضاء حكومته في قلعة راشيا. تحرر لبنان فلم يعد ينطق تلك الكلمة المجرمة المخنثة (أمنا فرنسا).
لقد تحرر لبنان، وتحررت سوريا. وبقى أن تتحرر مراكش، وأن تتحرر تونس، وان تتحرر الجزائر. وبقي أن تنكمش هذه الدولة المتبربرة في حدودها القومية. فإذا شئتم حينذاك ان تلجئوا إلى حضن أمكم الحنون. فمع السلامة. ولتذهبوا إليها هناك أجمعين!
واسمع هذه البرقية لمراسل الأهرام في نيويورك:
(تلقت جريدة (نيويورك تيمس) رسالة من السيد محمد أبو الاحرص سكرتير (لجنة المطالبة بحرية شمال أفريقيا) طالب فيها بإلحاح بوجوب رفع الستار (الحديدي) المضروب حول مراكش والجزائر وتونس وبالسماح للصحفيين الأجانب بحرية الدخول في هذه البلاد الثلاثة.
وذكر السيد أبو الاحرص الذي يقول انه يمثل عشرين مليوناً من سكان شمال أفريقيا انه حدث في يوم ١٢ مايو سنة ١٩٤٣ أن قتل عشرة آلاف وطني تونسي وسجن أربعون ألفا من غير محاكمة؛ وان عبد المنصف باي تونس عزل ونفي مع أن الحلفاء يملكون من الوثائق ما يثبت انه كان يقاوم سلطات الاحتلال الألمانية مقاومة شديدة.
وزعم أخيراً انه في يوم النصر في سنة ١٩٤٥ ذبح أربعون ألفا من الجزائريين وسجن مائتا ألف ونهبت بيوت ثلاثة آلاف من الوطنيين).
وعلام كل هذا الغزل؟ و (شعور الإعجاب المتناهي)؟ لأن هذه الامة، إنجلترا (وقفت وحدها في مواجهة الأفاقين البرابرة الذين تحدوا البشرية جمعاء)!
أي أفاقية؟ وأي برابرة؟ يا دكتور فوزي؟ وأية بشرية تلك التي تحدوها؟
الأفاقون والبرابرة هم أولئك المستعمرون الذين يمتصون دماء البشرية، ليتوافر للإنجليزي الزبد والويسكي والديكة الرومية في عيد الميلاد!
الأفاقون والبرابرة، هم الذين يتسببون في إصابة مليون مصري بالسل في زمن الحرب،