للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الكرامة الإنسانية التي حفظها له الشارع. فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (اليد العليا خير من اليد السفلى).

ولا شك أن في ترغيب الشريعة الإسلامية في العمل والتكسب والاحتراف إقامة لعماد الكرامة فقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم سائلا درهما وأمره أن يشتري حبلا وفأسا ويحتطب حتى لا يتعرض لذل السؤال.

ثالثا - القصاص الحازم ممن يرتكبون الجرائم ليكون في ذلك ما يردعهم عن ارتكابها، وقد بينت الشريعة الإسلامية تفصيلات الحدود والقصاص وسنوضحها فيما بعد.

رابعا - العناية بالقضاء وجعل منصبه أكبر مناصب الدولة بعد الإمارة فلا يعهد به إلا لمن تفقه في الدين وعرف ما يصلح المجتمع وما يدفع عنه الشر وذلك بتطبيق أحكام الكتاب والسنة واتباع رأي المجتهدين من السلف الصالح، وقد امتازت الشريعة الإسلامية في قضائها بمراعاة المصلحة العامة.

وهناك قواعد إيجابية وأخرى سلبية، وسنحاول أيجاز بيان الهدى الإسلامي من الناحية السلبية في منع الجريمة قبل وقوعها وما لذلك من أثر في الأمن ضاربين بعض الأمثلة من مشاهدتنا العملية.

القتل:

هو أفظع الجرائم. فقد حرمته الشرائع السماوية. قال تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) ولما كان إزهاق الروح من طبيعة الحيوان الوحش فارتكاب الآدمي له يدل على إن فطرته خلت من أخص المزايا البشرية، وإن في ارتكاب هذه الجرائم ما يهدم كيان المجتمع ويفضي إلى الإخلال بالأمن. فكثيرا ما تثار للقتيل أسرته وهذا شائع الحصول وكثير الوقوع خصوصا في بلاد الوجه القبلي فتقع بسبب ذلك معارك دموية بين الأسرتين أو الأسر وتسيل الدماء وتزهق الأرواح.

وكثيرا من حوادث القتل يكون نتيجة الغضب وحب الانتقام كلما نلمس ذلك بوضوح في الصعيد وسائر بلاد الريف، والغضب شر أمراض النفس. وقد عالجه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: (ليس الشديد بالسرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) وكان هو نفسه المثل الأعلى في الحلم وكظم الغيظ واحتمال المكروه حتى أثنى عليه فقال (وإنك لعلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>