١٩١٤ نفي الكرملي خارج العراق بسبب ميله الوطنية ثم أفرج عنه، وفي هذه الاستثناء انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق ثم عين عضواً في المجمع الملكي المصري للغة العربية.
وانصرف الفقيد بعد ذلك إلى التأليف وحضور المؤتمرات اللغوية، وكان دائب السفر بين بغداد والقاهرة والقدس وبيروت باحثاً ومستقصياً ومستنسخاً، حتى تمكن من تأليف ما يقارب الأربعين مؤلفا في الآداب واللغة والفلسفة والدين، ومن أهم كتبه المطبوعة (الفوز بالمراد في تاريخ بغداد) و (مختصر تاريخ العراق) و (وجمهرة اللغات) و (كتاب الجموع) و (كتاب العجائب) و (كتاب أديان العرب) وغير ذلك من الكتب المهمة؛ كما إنه وضع معجماً عربياً خطياً يعد حجة في بابه. وله معجم (عربي فرنسي) مطول. أما كتبه وتأليفه غير المطبوعة فكثيرة ومهمة جداً نأمل أن تقوم وزارة المعارف بطبعها خدمة للغة العربية وتأريخها ولذكرى الفقيد الراحل.
وكان الكرملي يتقن إلى جانب اللغة العربية اللغات اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية والإنكليزية والفرنسية والأسبانية؛ وله أبحاث عديدة في هذه اللغات نشرتها مجلات الغرب في حينها وكلها تتناول لغة العرب وتاريخهم وآثارهم.
مكتبة الكرملي:
يملك الفقيد مكتبة تعد من أنفس المكتبات في العالم العربي بما حوته من كتب مخطوطة ومطبوعات نادرة. جمعها من مختلف بلاد الشرق والغرب وبذل في سبيلها أموالا كثيرة حتى كان رحمه الله يتجشم مشاق السفر في سبيل الحصول على مخطوط أو استنساخه مهما بعد المكان والقطر. ويقال إن مكتبته تحوي في الوقت الحاضر على ما يقرب من (١٤) ألف مجلد بمختلف اللغات جمعها الفقيد في خمسين سنة.
وحرصاً على هذا الكنز النفيس من الضياع وحرمان الجمهور من فوائده وتمكيناً للعلماء والباحثين والمطالعين من ارتياد هذه المناهل فقد تقرر بعد وفاته تأليف لجنة لتنظيم شؤون هذه المكتبة وإدارتها وإيجاد عمارة خاصة بها تفتح أبوابها للباحثين من الرواد العلم. وتأخذ هذه اللجنة على عاتقها طبع تأليف العلامة الفقيد والمخطوطات النفيسة الأخرى. والمتوقع تأليف هذه اللجنة من صاحبي المعالي الدكتور حنا خياط ويوسف غنيمة وبعض الأفاضل.