للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطريق بين حارسين من الشرطة وثالث كان يقود حصانه بينما أسراب من الناس تتبعه. وفجأة ظهرت عربة زوجه فانقذفت منها في حين كانت الوصيفة كأنها فقددت صوابها والأطفال كانوا يجهشون بالعويل والصراخ. فشرح لهم هكتور الموقف، وقال: إنه دهس امرأة والأمر لا يهم مطلقا. فمضت العائلة وقد جن جنونها من الرعب والقلق، وعند ضابط الشرطة كانت إفادة هكتور قصيرة. قال (للقوموسير) اسمه (هكتور دي كريبيه لين) موظف في وزارة البحرية. ثم تهيا القومسير لسماع تفاصيل الجريمة. وجاء شرطي نيط به الاستعلام عن حال العجوز يقول: إنها صحت من غشيتها وثابت لرشدها بيد إنها تشكوا آلاما مبرحة في جوفها. وهي امرأة في الخامسة والستين من سنها يدعونها مدام (سيمون) ولما تأكد هكتور. من عدم وفاة الضحية عاد إليه عازب الأمل. فتكفل أن يقوم بنفقات المريضة حتى يوم شفائها. ثم هرول عجلا إلى صيدلية الإسعاف، فابصر جمعا من الناس مرابطا حول الباب وكانت العجوز مستريحة إلى أريكة تشكو وتتوجع ويداها جامدتان ووجهها يعلو شحوب الموت. كان هناك طبيبان يفحصانهاأيضاً ولم يكن في جسمها عضو مكسور، ولكن يخاف من جرح داخلي. كلمها هكتور. هل تتألمين كثيرا؟ - أوه نعم وأين موضع ألمك؟

- إني لأشعر بمثل النار تتقد في معدتي، واقترب طبيب فقال:

- وإذن يا سيدي فأنت بطل الحادث؟!

- نعم يا سيدي.

- ينبغي لك إرسال هذه المرأة إلى مصحة من مصحات المرضى، وإني سأدلك على واحدة تتقبلها بستة فرنكات في اليوم. أتود أن أتولى هذه الخدمة؟ فاستطير قلب هكتور وشكر الطبيب، ثم انقلب إلى بيته مستريحا ناعم البال، وكانت زوجته تنتظره بين الآهات والعبرات، فهداها قائلا:

لا باس علينا من هذه المرأة الجريح إن صحتها في تحسن وبعد ثلاثة أيام لن يبقى في جسمها موضع شكوى أو ألم. لقد بعثت بها إلى مصحة فلا تقلقي من أجلها. وفي الغد، فور خروجه من دائرة عمله انطلق يستعلم أخبار مدام سيمون فألفاها تتهيأ لاحتساء مرق من الحساء، كثيرة الدهن. وهي جدا راضية قريرة العين. فقال لها: آه! أتراك بصحبة جيدة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>