وشباب مهدور الدماء مجاهد ... في الله عن عرب وعن إسلام
وهكذا مضى الشاعر إلى آخر قصيدته يصور حياة الفقيد في شتى نواحيها بهذا الأسلوب الجزل، وقد كان من الموافقة المتواردة أن أتفق الشاعران في الروي والقافية، وفي كثير من المعاني والتعابير التي قوامها حياة الفقيد.
وإني بعد هذا لأسأل: أيكفي هذا الحفل في الوفاء بدين الفقيد العظيم؟ كلا! فقد كان الأمير شكيب أرسلان في حياته وفي جهاده وفي مواهبه أضخم من هذا وأكبر، فمن الواجب على أبناء العروبة جميعاً أن ينهضوا بعمل يخلد ذكراه، وصنيع يحفظ آثاره، وينشر تعاليمه، وإني لأعجب أن تهتم الجامعة العربية فتخاطب حكومة العراق لصيانة تراث الكرملي، ولا تؤدي هذا الصنيع لصيانة تراث الأمير شكيب!!
وأين نحن؟!
يظهر أن الأمة العربية المغلوبة على أمرها لا تدين بالحقيقة حتى تصدم رأسها، ولا تصيخ للنصيحة حتى تخرق أذنها، ولا تقتنع بأمر من تطورات الزمن والحياة إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن يكون الشوط قد بلغ نهايته.
قلت هذا لنفسي إذ قرأت أن الدول التي تحالفت على إدراك النصر قد أنفقت أخيراً على إعداد العالم لتقبل ما تهدف إليه من المبادئ والأفكار. فرأت أن خير سبيل لهذا هو إعداد مجموعة كبيرة من الأفلام الثقافية التي تصور تلك المبادئ. وتنطق بتلك الأفكار وتوزيعها للعرض في كافة أنحاء العالم على الشباب في المدارس والأندية وسائر المنظمات.
وقلت هذا لنفسي أيضاً إذ قرأت أن هناك مفاوضات تجري بين بعض المشتغلين بالسينما من المصريين والشرقيين، وبين فرق آخر من الإنجليز لتكوين شركة إنجليزية شرقية تقوم بعمل أفلام ناطقة باللغة العربية وتكون موضوعاتها ذات صبغة عالمية، وستقوم هذه