الشركة الضخمة بتوزيع أفلامها في شتى أنحاء الشرق العربي
فأنت ترى أنها حرب دعاية، وأن السينما قد أصبحت أقوى أداة للتبشير بالمبادئ والأفكار، وإذا كان الخلفاء قد استغلوا هذه الأداة لبث دعاياتهم على أوسع ما يكون في الحرب فإنهم الآن كذلك يريدون أن يعتمدوا عليها وأن يستغلوها لنشر مبادئهم في السلم. ونحن في مصر، حكومة وشعباً، نرى هذا كله، وكأنه لا يعنينا في شيء، وكأننا لا نرجو من دنيا المبادئ إلا أن نربط بالذيل.
وعندنا سينما، وعندنا شركات، وعندنا أفلام. ولكنا نملؤها بأقذر ما في المجتمع من انحطاط الميول وضراوة الغرائز وكل ما يضمن الرواج والإقبال من العامة وأشباه العامة، ثم نوزع هذه الأفلام في الشرق العربي على أنها مظهر فننا وعنوان ثقافتنا ويا له نم فن تافه وثقافة رخيصة.
فيا قوم حسبكم، لقد أن لكم أن تفهموا أن العالم يجد، وأننا لا نستطيع أن نمشي في ذلك الموكب العالمي إلا جادين، أليس من الهوان والبخس والتفاهة أن لا تقدم شركة من تلك الشركات السينمائية في مصر على إخراج فلم قومي يصور ناحية مجيدة من تاريخنا، ويحمل مظهراً صحيحاً من ثقافتنا؟! بل أليس من التفريط والتقصير أن لا تعتمد حكومتنا على السينما - وقد أصبح لها الآن كل هذا نفوذ - في بث ما ترجو من التثقيف والتهذيب. وما تنشده من الإصلاح والنهوض، وأن لا تجعلها أداة دعاية في الشرق العربي؟!
ولكننا أمة مغلوبة على أمرها، فنحن ننتظر دائماً حتى يصل الغرب إلى آخر الشوط، ثم نبتدئ نفكر ماذا نعمل؟!
الفلسفة الهندية القديمة:
يزور لندن الآن الأستاذ وديع البستاني للبحث عن أصول الفلسفة الهندية القديمة، ويقولون إنه عثر على ستة مخطوطات نادرة ولا يزال يوالي البحث والمراجعة لإعداد دراسة مستوعبة عن الفلسفة الهندية القديمة.
والأستاذ وديع البستاني هو أحد فروع تلك الدوحة البستانية العريقة التي أسدت إلى الثقافة العربية خدمات جليلة في شتى نواحي اللغة والأدب والفلسفة، وقد قام الأستاذ وديع منذ ربع قرن بنقل عدة كتب فلسفية طريفة إلى اللغة العربية، وكانت لديه نزعة إلى موضوعات