المتوردة عندما ألقت بالشال الصوف الذي كان في يدها. وتمنى لو يقبل هذه الشفاه اللطيفة. بدت أمامه كما كان يتصورها: عروس المستقبل، نضرة مرحة، ناعمة، تكسوها العافية وقد أضاءت الغرفة عندما دخلت.
(هل جئتني بأخبار من إيجور؟ قل له إني أنتظره في الليل والنهار) أدار وجهه من النور ليراها بوضوح؛ اقتربت منه لكنها همت بالتراجع عندما رأت ملامحه. وأراد أن يكشف عن نفسه في ذلك اليوم وفي تلك اللحظة ولكن لم يفعل: وطلبت إليه أمه أن يجلس ويأكل الكعك مع الحليب.
وتكلم إيجور دريموف ولم يعلق على اشتراكه في القتال وتجنب أن ينظر إلى كاتيا كيلا يرى انعكاس بشاعته في عينيها. واقترح أبوه أن يأتيه بحصان يركبه لكنه فضل أن يعود مشيا كما جاء.
لقد تأثر جدا من تلك الزيارة، وكان في الطريق يتحسس وجهه ولا يدري ماذا يفعل بنفسه!
ولما عاد إلى المعسكر اهتم به أصدقاؤه كثيرا وصار يأكل ويشرب ويضحك مثلهم بنشاط وسرور وكأن لم يحدث له شيء. قرر أن يخفي الحقيقة عن أمه. أما ذكريات كاتيا فرأى أن يخرجها من مخيلته كسن تسبب ألما ويجب خلعها.
وبعد أسبوعين تسلم رسالة من أمه:
(تحيات يا حبيبي. ترددت قبل لأني لم أعد أعرف بماذا أفكر؟ جاءنا شخص من طرفك - شاب لطيف جدا لكن وجهه مخيف. وكأنه كان يرغب أن يمكث قليلا لكنه عدل عن ذلك فجأة. ومنذ تلك اللحظة لم أنم ويبدو لي أن ذلك الشاب هو أنت. أما والدك فيقول بأني مجنونة. وربما أنا مجنونة إذ لو كان ذلك الشاب ولدنا لقال ذلك، ولماذا يخفي ذلك عنا؟ كان له وجه يفتخر به! ويحاول والدك أن يقنعني لكن قلب الأم يقول لي، إنه ولدك! اكتب لي يا حبيبي إيجور بالله عليك أشفق علي وأخبرني هل كان ذلك صحيحا أم أنا مجنونة؟
وأطلعني صديقي دريموف على هذه الرسالة كصديق ولما قص على القصة كانت الدموع تملأ عينيه فيجففها بمنديله. لقد ارتكبت خطأ جسيما أيها الغاشم، اكتب لأمك حالا وأطلعها على الحقيقة واطلب الصفح منها. سيزداد حبها لك وأنت في هذه الحال وفي اليوم نفسه كتب لأبويه: