للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فلم أر مثل أشموني محلاً ... ألذ لحاضريه ولا أسرا

به جيشان من خيل وسفن ... أناخا في ذراهُ واستقرا

كأنهما زحوف وغيً ولكن ... إلى اللذات قد كرا وفرا

سلاحهما القواقز والقناني ... وأكواس تدور هلم جرا

وضربهما المثالث والمثاني ... إذا ما الضرب في الحرب استحرا

وأسرهما ظباء الدير (طوعاً) ... إذا أسد الحروب أسرن قسرا

فالدير إذن يكون على قمم الجبال وسفوحها، وفي السهول بين الرياض والجنائن ملاصقاً للمدن أو بعيداً عنها في الصحارى والمواضع المنقطعة عن الناس.

ويسمى الدير أحياناً بالعمر وجمعه أعمار قال صاحب تاج العروس في العمر: (والعمر بالضم المسجد والبيعة والكنيسة، سميت باسم المصدر لأنه يعمر فيها أي يعبد).

وقد فرق صاحب مراصد الاطلاع بين الدير والعمر، فخص ما كان منهما قريباً من المدن والعمران بالعمر وما كان بعيداً عنهما بالدير، وذلك في قوله: (. . . وما كان من مواضع المتعبدات التي فيها مساكن الرهبان بقرب العمران فإنه يسمى العمر).

وقد مرت هذه اللفظة في شعر الفتاك والماجنين الذين كانوا يألفون الديارات ويتطرحون فيها، قال أبو نؤاس:

أذنك الناقوس في الفجر ... وغرد الراهب في العمر

وحنّ مخمور إلى خمرة ... وجاءك الغيث على قدر

يا حبذا الصحبة في العمر ... وحبذا نيسان من شهر

يا عاقد الزنار في الخصر ... بحرمة الحانة والفهر

هات التي تعرف وجدي بها ... واكن بما شئت عن الخمر

يا حبذا الجهر بأمر الصبا ... ما كنت من ربك في ستر

وقد أرجع حبيب زيات هذه اللفظة (العمر) إلى أصل أرامي بمعنى البيت والمنزل.

ملحقات الدير:

تشتمل الأديرة على الكنيسة والهيكل، والقلالي وبيوت المائدة، ومستودعات الخمور، والبساتين ومعاصر الكروم والحانات ودور الضيافة، وحجر الرهبان، وحجره لرئيس الدير

<<  <  ج:
ص:  >  >>