هذا أثر نافع مفيد، قام بتأليفه وتحريره فقيد العلم واللغة المغفور له أحمد تيمور باشا، ثم انتقل إلى جوار ربه ولم يكن قد استكمل ما رسم له من المقدمات والتمهيدات، كسائر ما ترك رحمه الله من الآثار والمؤلفات.
يتضمن هذا الكتاب ضبط أسماء الأعلام في اللغة العربية، مما يقع فيه التحريف واللبس إما لندرته وغرابته أو لاختلاف النطق فيه وبعد العهد به، على أن المؤلف رحمه الله لم يكتف بهذا فيما ذكر من الأعلام، ولكنه أورد لها ترجمات قصيرة، وحقق لها ما استطاع من تاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة، هذا في الواقع عمل شاق لا يدركه إلا من كابده، وما كان ليتيسر إلا للمغفور له تيمور باشا بما كان له من الاطلاع الواسع، وبما كان يملك من المخطوطات والآثار النادرة. فليس من شك في أن هذا الكتاب قد سدّ طلبة الباحثين والمحققين.
ولقد قامت بنشر هذا الكتاب (لجنة نشر المؤلفات التيمورية) وهي لجنة تألفت للنهوض بهذا العمل الجليل، ولكني أسفت كثيراً وتألمت! إذ وقعت في الكتاب على أغلاط نحوية ومطبعية لا تحصى، ففي صفحة واحدة وجدت قوله (عادياً عنها) والصواب (عارياً)، وقوله (وورد كثيراً منهطا) والصحيح (كثير) وقوله (كابن بنانه) والصواب (نباتة) وقوله (بذكر أبيه وجدّ غالباً) والصواب (وجده)، وإن التبعة في هذا كله على الناشر لا على المؤلف، فقد كان تيمور باشا رضوان الله عليه عالماً محققاً، وقد عرفته يقضي الأيام والليالي في تصحيح لفظ أو ضبط كلمة، فلعل اللجنة تتلافى هذا في الطبعة الثانية لهذا الكتاب، وتراعيه فيما تنشر من مؤلفات أخرى للفقيد العظيم.
أمهات المؤمنين. . .
(تأليف السيدة الفضلى وداد سكاكيني)
للأستاذ كامل محمد عجلان
أهدت إليّ الكاتبة الشرقية ضيفة مصر السيدة وداد سكاكيني كتابها الأخير (أمهات المؤمنين