وطلاقة الوجه: بسب وبساء وبسم وبسط وبسل وبش أي حسنت سحنته وجميعها ترجع إلى معنى واحد وهو (بس) التي يغلب أنها تحولت لفظاً عن بش وهي من الأصوات التي ينطق بها الإنسان غريزياً عند الاستحسان كقول العامة إذا استحسنوا شيئاً أو أعجبوا به (إش) ومنها بش. ووجه بشوش. ومن ضروب معاني الفتح فق وفقاء وفقح وفقر وفقص وفقس وفقش. والعامة تقول فقع. وترجع جميعها إلى (فق) وهي حكاية صوت القربة إذا شقت وهي ملائ أو ما شاكل ذلك من الأصوات القريبة.
وفي الأمثلة المتقدمة جاء الحرف المزيد - المشتق من كلمة إضافية قديمة - في آخر الكلمة الأولى وهذا هو الأغلب ولكن قد يكون في الوسط أي بين الحرفين الأصليين كشلق من شق، وفرق من فق، وقرط من قط، وقرص من قص وقرض من قض، وشرق من شق، ولحس ولعس ولهس من لس.
وألفاظ أخرى كثيرة مشتقة في الأصل من أصوات طبيعية تعبر عن انفعالات نفسية أو حالات جسمانية فسيولوجية يخرجها الإنسان أو الحيوان باختياره أو عن غير قصد مثل (آه) للتألم والتنهد. ولا يخفي أن الآلام وسائر انفعالات النفس تحدث اضطراباً في التنفس عن طريق الجهاز العصبي فيضطر الحزين أو المغموم أو المهموم أن يستنشق من فترة إلى أخرى كمية زائدة من الهواء ليعوض ما فاته من التنفس الناقص أثناء اضطرابه أو حزنه. وهذا هو التنهد بعينه: وقد اشتقت من لفظة (آه) ألفاظ كثيرة منها التأوه وتأوه ومنها لفظة (تنهد) نفسها. ومن ذلك الهمهمة وهي الصوت الحاصل من الزفير عن الحزن ومنها الهم والمهموم الخ. والزفير أي إخراج النفس بشدة عند عمل شاق والشخير وهو محاكاة النائم وهو يغط. والنحنحة والعطاس والسعال. ومن ذلك لفظة (وي) وقد تركب منها ومن اللام لفظة وبل ويعبرون بها على التفجع أو حلول الشر واستعملوها اسماً لوادٍ في جهنم، وشقوا منها ويله بمعنى فضيحة وركبوا من ويل ألفاظ أخرى منها ويح، ومنها ويب وربما كان أصلها (وي أب) للاستغاثة بالأب ولفظة (ويخ) ربما كان أصلها (وي أخ) للاستغاثة بالأخ. وكذلك الألفاظ العديدة المشتقة من كلمة أف ومنها الأنف والتأفف والمنفخ وغيرها.
ويؤيد أن اللغة العربية نشأت هكذا إننا نجد تلك الألفاظ الأصلية في أخواتها العبرية والحميرية والآشورية والحبشية والكلدانية والمصرية القديمة وجميعها مشتقة من أصل أو