للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أصول قديمة اكتشفت آثار بعضها ولا يزال بعضها الآخر مجهولاً. وهي مجموعة اللغات المسماة باللغات الشرقية أو السامية. ويمكننا أن نتبين هنا أصل نشوء وتنوع وتطور الأسماء والأفعال على تباين صورها والحروف المختلفة كحرف الجر والنفي والإضافة والإشارة وكذلك الضمائر، ويمكننا أن نتتبع كيفية تحول جميع هذه الألفاظ وتسلسلها من اللغات السامية القديمة إلى اللغة العربية وأخواتها السامية الحديثة كالعبرية وغيرها. ولكن المقام لا يتسع لذلك فنكتفي بمثل أو مثلين:

فالظرف (مع) في لغتنا العربية يقابله في العبرية (عم)، وفي السريانية (عم) فلا شك في أن (مع) العربية مقلوبة عن (عم) العبرية والسريانية. ومن الغريب أن هذه اللفظة نفسها تفيد أيضاً في هاتين اللغتين - فوق معنى الظرفية - معنى (شعب) ومعنى (العم الشرعي). فيستدل من ذلك أن الأصل فيها معنى الاجتماع والاتحاد فاستعملوها اسماً للعم الشرعي وانتقلت للعربية كما هي، واستعملوها أداة عطف وانتقلت إلى العربية مقلوبة - أو أنها قلبت في الطريق.

ولفظة (ليس) النافية في اللغة العربية أصلها (لا) حرف النفي و (أيس) التي معناها في العبرية الكون أو الوجود ولم تنتقل هذه الكلمة إلى العربية أو إنها انتقلت ولم تلبث حتى اندثرت لعدم استعمالها. فلفظة ليس المستعملة الآن في العربية معناها نفي الوجود و (أيس) هذه بمعناها المذكور موجودة في كثير من اللغات السامية وغير السامية. فهي في العبرية القديمة (يش)، وفي السريانية (إيت)، وفي اللاتينية والسنسكريتية والفارسية واليونانية وفروعهن (إيست أي الكون أو الوجود، وفي الفرنسية القديمة المتسلسلة من اللاتينية كما لا يخفي (إيست أيضاً ومنها تحولت في الفرنسية من اللاتنية كما لا يخفي (إيست أيضاً ومنها تحولت في الفرنسية الحديثة إلى فعل الذي أصله في الفرنسية القديمة الذي يفيد معنى الوجود أو الكينونة وإن عبارة أصلها ومعلوم أن حركة (٨) المسماة المستجدة في الفرنسية الحديثة حلت محل حرف في الفرنسية القديمة وعلى هذا النحو تحولت لفظة بمعنى فندق إلى

وكلمة (مال) العربية التي يعتقد جمهور الناس إنها لفظة ثابتة قائمة بنفسها إنما هي مركبة في الواقع من (ما) الموصولة ولام الإضافة كقولهم ما للرجل وما عليه أي الذي له والذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>