للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حتى يمكن تحطيم مواصلات الإمبراطورية العثمانية.

وقد تبين من هذه المحادثات أن احتلال هذه المنطقة قد درسته القيادة البريطانية درسا وافيا، وكان القصد من إنزال الجنود هو حماية مصر أو منع الحملة التركية الموجهة إلى مهاجمة قناة السويس من إتمام فتح مصر، وكان هذا المشروع جديا لدرجة أن نظر إلى الناحية السياسية التي ستنتج عنه وهي قيام ثورات الأرمن ووسط قبائل النصيرية والإسماعيلية وتحريك كل ما يؤدى إلى انحلال الحكم التركي، وقد عرض كل ذلك بموافقة الإمبريالية البريطانية على مجلس الوزراء، ولكن كتشنر عاد أمام أسباب عسكرية وسياسية إلى التمسك بضرورة حماية قناة السويس والوقوف موقفاً دفاعيا سلبياً والاكتفاء بتشديد الرقابة والحصار على شواطئ سوريا بأكملها، وبادرت القيادة البريطانية إرسال الفرق البريطانية والهندية التي صدت هجوم جمال باشا على مصر في فبراير سنة ١٩١٥.

ثم عادت حملة خليج الإسكندرونة إلى الظهور مرة أخرى، وكان ذلك في نهاية عام ١٩١٥ حينما فشلت بريطانيا في حرب الدردنيل وقررت إخلاء شبه الجزيرة وسحب جنودها منها فقد جاء كتشنر بصفته وزيراً للحربية إلى ميادين القتال في غاليبولي ومصر ولمس بنفسه سوء الحالة العسكرية قبل الإخلاء وما تحمله من تطورات ومفاجآت وأشار إلى رد الفعل الذي قد يحدث بعد فشل حملة الدردنيل في العالم الإسلامي وإلى وجود عدد من الفرق التركية المدربة على أصول القتال الحديث بعد اشتباكها في معارك الدردنيل، ثم نظر إلى أن دخول بلغاريا الحرب قد فتح الطريق بين تركيا وألمانيا وأصبح تدفق الأسلحة والعتاد ممكناً، ولذلك تجدد الخطر مرة أخرى على مصر وهي مركز الزاوية في العمليات الحربية البريطانية. . . وجاء التصريح الذي ألقاه أنور باشا أمام مجلس المبعوثين وقال فيه (إن الحلمة الأولى على مصر كانت عملية استكشافية تعرضية وسيعقبها حملة ثانية لاسترجاع مصر)، لتحريك هذه المخاوف.

ولذلك ازداد قلق ماكسويل وصارح وزارة الحربية البريطانية بأن إخلاء الدردنيل سيكون شديد الوطأة على المكلفين بحماية مصر وسيكون أثرة بعيداً من الناحيتين السياسية والعسكرية إن لم تبادر بريطانيا بتوجيه ضربة عاجلة إلى الدولة العثمانية. وعاد ليعزز اقتراح كتشنر بضرورة إنزال حملة بريطانية على خليج الإسكندرونة بل ذهب في تحمسه

<<  <  ج:
ص:  >  >>