أن عرض على حكومته أن احتلال هذه المنطقة يجب أن يسبق عمليات الأخلاق في الدردنيل. ورجعت وزارة الحربية إلى دراسة هذه الحملة وقدرت القوات اللازمة بمائة ألف مقاتل وأخذت القيادة العليا مع قيادة الأسطول تضمان الخطط التفصيلية، واتفق الطرفان على مبدأ الجمع بين المشكلة السورية ومسألة الدفاع عن مصر، وضرورة تنسيق العمليات الحربية بين قناة السويس وخليج الإسكندرونة.
وعرضت جميع الخطط في الاجتماع الحربي الذي عقده كتشنر في جزيرة مدروس ودعي إليه كبار القواد، وكان قرارهم على ضرورة احتلال منطقة الإسكندرونة بالإجماع حتى حددت في هذا الاجتماع على الخرائط الأماكن الذي اختيرت لا نزال الجنود ولكن هذا المشروع تعرض من الوجهة الفنية العسكرية لانتقاد رياسة أركان الحرب العامة للإمبراطورية، ودارت عدة مناقشات طويلة يجدها الباحث مفصلة في الكتب والوثائق الرسمية، وفي أثناء ذلك جاءت المذكرة الفرنسية التي قدمها الكولونيل دي بانوس الملحق العسكري بسفارة فرنسا بلندرة، وهي المذكرة التي قضت على المشروع لتعارضه مع مصالح الفرنسيين إذ جاء فيها إن أي عمل جربي في هذه المنطقة يجب أن يكون باتفاق الحكومتين لأن فرنسا لا تدافع عن مصالحها الاقتصادية فحسب، وإنما تضع الناحية السياسية والنفوذ الأدبي قبل كل اعتبار في بلاد تعدها بواسطة الاتفاقات الدولية داخلة في مناطق نفوذها وذهب رئيس وزارة بريطانيا إلى باريس ولما عاد أصدرت الحكومة البريطانية قراراً برفض مشروع الحملة واستبعاد فكرة احتلال خليج الإسكندرونة، وإن بقيت كل من تركيا وألمانيا تنتظران هذه الحملة حتى نهاية الحرب العظمى وإعلان الهدنة.
ذكر هندنبرج في مذكراته أن أعباءه مدة الحرب لم تكن تسمح له بقراءة التقارير التي يرفعها إليه خبراؤه العسكريون فكان يكتفي بالملخصات ولكن لفت نظره ما جاء في أحدها من أن نهاية الحرب سوف تقرر في خليج الإسكندرونة، وذلك باستدراج العدو إلى معركة كلس.
قال (كنت أجهل هذا الاسم، ولهذا كان أول عمل لي هو البحث عنه وقد وجدته اسما لبلدة صغيرة في شمالي حلب).
ومن الغريب أن الانتقادات التي وجهها الخبراء البريطانيون إلى مشروع كتشنر ترتكز