الأدبية، وإنما القصد هو الوصول إلى طريقة مثلى في الإصلاح، ولهذا يجب على رجال المجمع أن لا يمنحوا هذه الجائزة وأن لا يجزموا باختيار أي اقتراح في هذا الموضوع إلا بعد عرضه وطرحه تحت الأنظار حتى يتناوله العلماء والباحثون في الخارج بالمناقشة والدرس والتعليق، وإلا فالجمع مهما بلغ من المكانة والاعتبار لا يستطيع أن يفرض مشروعاً في هذا السبيل لا تقبله الأفهام ولا تقره الأقلام. . .
محنة الأدب المصري:
قرأت مقالاً في إحدى المجلات الأسبوعية قال فيه كتابه:(إن المجتمع المصري يضطرم اليوم بالحركة وبالحياة، وهو في يقظة متوثبة، ومع ذلك فأدبنا عقيم راكد، وأدباؤنا أيقاظ في أذهان أنفسهم، أيقاظ بأسمائهم وبشرتهم المولية في أذهان قرائهم، ولكنهم رقود عما يجري حولهم حتى لينطبع سباتهم العميق على ما ينتجون من أدب راكد. . . وإذا كان الأدب المصري اليوم يعاني أزمة في جميع فنونه من شعر أو قصة أو مسرحية لا تقل في شدتها عن الأزمة السياسية القائمة، فمرد ذلك إلى أنه أدب سطحي لا ينفذ إلى أعماق الحياة المصرية، ولأنه أدب مفتعل لا يخدم غاية حتى ولو كانت هذه الغاية مجد منتجيه وشهرتهم. . .).
ومقال الكاتب يدور كله حول هذا المعنى، فهو يرمي شيوخ الأدب في مصر بالجمود والركود، وينبغي على الشبان أن أحداً منهم لم يتقدم في هذا المعترك ولم يتوجه بأدبه وفنه نحو الحياة المصرية القائمة، وإنما عنيت بتقييد هذا الكلام لأنه يصور عقيدة قائمة في أذهان بعض الشبان الذين أذهلتهم الحرب بأهوالها وبأحدثها عن القيم الروحية في الحياة، فأصبحوا يطالبون بتوجيه التفكير إلى النواحي المادية والحياة المعيشية التي يحياها الشعب وتواجهها الجماعات في مصر، ويعلل الشيوخ الأدباء هذه الظاهرة بأنها أثر من آثار التعلق بالشيوعية، وعندي أنها أثر لتوتر الأعصاب التي ينتاب أبناء الشرق العربي عامة في هذه الآونة، ومن الطبيعي أن تكون هذه الحال بعد تلك الحرب الضروس التي أرهقت العالم سبع سنوات كاملة، وقد بدت مثل هذه الحال عقب الحرب العالمية الأولى إذ طغت على جميع الآداب الأوروبية عامة موجة واسعة النطاق من الشك والحيرة، حتى لقد دعا بعض الأدباء إلى التخلص من جميع الأوضاع القديمة دفعة واحدة ومواجهة الحياة على وضع