في الكتاب فصول عدة لا محيد لكاتب تاريخ سورية من اقتباس بعضها بالنص، والاستئناس والاسترشاد ببعضها الآخر لأنها بمثابة متون تحتاج إلى شرح وتفصيل.
يرى المؤلف الفاضل أن واقعة ميسلون - وإن كانت بمثابة الفصل الأخير من رواية (المنافسة الدولية) التي حامت حول سورية - فإنها كانت في الوقت نفسه بمثابة الفصل الأول من منقبة (المنافسة الوطنية القومية) التي قامت في سورية ضد القوى الفرنسية. فهذا القول صحيح لا غبار عليه، وإننا نتمنى مخلصين أن تكون أعمال المتنافسين قد انتهت لتتجه الاتجاه الخاص في بناء الملك على أوطد دعائم العدل والأمن والقوة بشرط أن لا تأخذها نشوة الانتصار بإجلاء الفرنسيين وتنام عن تقلبات السياسة وألاعيب عباد كراسي الحكم.
يطول بي المقام لو وقفت حيال كل موضوع من مواضيع هذا السفر القيم، ولكني أدعو قراء العربية إلى إقتنائه، ومن ثم أقف لأعترف بفضل مؤلفه الرجل الكريم الذي دون أحداث أمة ناهضة وعلم ناشئتها وما برح يعلمها كيف تزجر زعماؤها وكيف تهدي حكامها سبيل الحرية والاستقلال.
حبيب الزحلاوي
الشريد
(تأليف علي بك حلمي)
للأستاذ محمد خليفة التونسي
بين يدي بهذا العنوان مسرحية ذات ثلاثة فصول كتبها علي بك حلمي مدير جرجا.
١ - فالمؤلف - مع إنه من رجال الإدارة والشرطة - يمتاز بإطلاع واسع وعميق، وهو - إلى ذلك - أديب يكتب المقالات ويدبج المسرحيات، وأقرب الأمثلة إلينا بحثه الممتع (محمد والأمن العام) الذي نشرته الرسالة في عددها (٧١٠، ٧١١) وهذه المسرحية.
٢ - والمشكلة الكبرى التي تدور حولها هذه المسرحية هي مشكلة الطفولة المحرومة من عطف الآباء والأمهات وحمايتهم، والطابع المصري يبدو واضحاً راسخاً على كل ما في المسرحية سواء في ذلك موضوعها الأكبر، والحوادث التي تظهر دقائقه، والشخوص التي