للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للإسلام بشمال أفريقيا، وإذا نحن في بداية الأرزاء التي أعقبت توغل الفرنسيين في المغرب ونتج عنه تأسيس إمبراطورية ضخمة في بلاد عربية.

أوربا تشجع فرنسا في توسعها خارج القارة الأوربية:

وكانت فرنسا في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر أقوى أمم أوربا وأكثرها سكاناً إذ بلغت ٢٥ مليون نسمة، وهوعدد عظيم لما كانت عليه أوربا في ذلك الوقت، وبذلك تفاءل الساسة الأوربيون بالاتجاه الجديد الذي سارت فيه ووجدوا أن من مصلحة السلام والأمن في القارة الأوربية تشجيع هذاالتوسع والتزام سياسة الصمت إزاء هذا العدوان لأنه سيؤدي إلى إشغال قوى فرنسا البرية والى توزيع جهود هذه الأمة الحربية في ناحية لا تضرهم، خصوصاً إذا وجد ضباط الجيش ورجال الجندية الذين أسكرتهم ذكريات الانتصارات الماضية مجالاً في نشاطهم بلاد بعيدة عن أوربا بعد أن دوخوا أمما كثيرة بحروب دامت جيلين، وقد تم لهم ما أرادوا وقنعت فرنسا ورجالها بهذا الدور وزاد تمسكهم به خصوصاً بعد هزيمتهم في حرب ١٨٧٠ مع ألمانيا.

فرنسا تجعل من أراضي أفريقيا معسكراً لتموين جيوشها

وضباطها

فكان أن أصبحت فرنسا بعد عدة سنوات تملك الشاطئ الأفريقي وتسيطر على مناطق وأقاليم متسعة في الصحراء تتنقل فيها كتائبها ويتلقى قوادها وضباطها بأنحائها أساليب القتال المختلفة ويأخذون دروساً عملية باتخاذ الحروب ضد الأهالي صناعة دائمة فيدخلون الجديد كل سنة على كتب التدريب والقيادة وأنظمة تعليم عساكر المستعمرات من الجنود الملونة.

وجاءت الحرب العظمى سنة ١٩١٤ وفرنسا ثاني دولة استعمارية في العالم، فخاضت غمارها وأعلامها تخفق على الكتائب المؤلفة من جنوب المغرب ومدغشقر والهند الصينية والسنغال تسوق الآلاف منها إلى الموت وتدفع بهم إلى الصفوفالأمامية. ثم أمضيت معاهدة الصلح فإذا بمناطق شاسعة من أملاك ألمانيا الأفريقية تدخل ضمن نطاق الإمبراطورية الفرنسية إما عن طريق تعديل الحدود أو عن طريق الانتداب جزاء وفاقاً على المجهود

<<  <  ج:
ص:  >  >>