للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرأسمالية والإنتاج الواسع وهي مجتمعة تمهد للدولة صاحبة الشأن أن تسير بالمستعمرات ومناطق النفوذ نحو التكتل الذي يجعل من هذه الدولة قوة عالمية. أما الاستعمار الفرنسي فلا يزال في الدور البدائي الذي لم يتطور بهذه الوثبة، ولعل شعور الفرنسيين بذلك هو الذي أملى على رجال السياسة مشروع الاتحاد الفرنسي الذي يحاولون تنفيذه.

فرنسا بلد زراعي:

وإذا نظرنا لحالة فرنسا كبلد زراعي نجد إنها من أغنى البلاد الأوربية، بل إحدى الدول القليلة التي تعد في حالة استكفاء بالنسبة إلى غيرها، ومعنى ذلك أنها لا تعاني مشاكل ومتاعب لإطعام سكانها؛ فهي ليست بحاجة إلى مضاعفة المساحات المزروعة في مستعمراتها، فإذا كان هناك بعض الأثر للتطور الإنتاجي الزراعي وزيادته، ويبدو هذا ملموساً في بعض المناطق أو مكللا نسبياً بالنجاح في المزارع التي يملكها الفرنسيون بالمستعمرات، فانه محدود الغاية والوسائل.

رؤوس الأموال:

أما أثر رؤوس الأموال كونها مجمعة من التوفير الشعبي فيبدو في اتجاه أصحابها إلى تفضيل القروض الخارجية للدول الأجنبية الصديقة لتصورهم بان في ذلك ضمانات أكبر من المجازفة في صرفها على مشروعات فيها روح المغامرة بأراضي المستعمرات وهي قاعدة مستمدة من طبيعة الشعب وعقليته.

فرنسا كبلد صناعي:

ونعود إلى الناحية الصناعية إذ هي العامل الأساسي الفعال لكل سياسة استعمارية موفقة نظراً لما تحويه أراضي القارات البعيدة من مواد أولية ضرورية للصناعات، ولأن عظمة الدول الصناعية بنيت على ما تقدمه أراضي مستعمراتها من خامات رخيصة قد تذهب أحيانا إلى تمكين كل واحدة من احتكار بعض هذه المواد وحرمان بقية العالم منها. فإذا نظرنا إلى حالة فرنسا بعد أن انتهت الحرب العظمى الأولى نجد أنهطرأ عليها بعد سنة ١٩٢٠ تغيير بعيد المدى، فقد بدأ يسطر على مقدراتها طائفة من أصحاب الصناعات الكبرى يدعمهم لرجال المال، واعتمدوا على ما يبثونه في الجماهير من آراء وأفكار عملوا

<<  <  ج:
ص:  >  >>