نهار بسام وجاءت مع أبيها نصيب فأنشدت المهدى الخليفة العباسي هذا الوصف على قافية شاعر الفلاسفة ووزنه وقصيدته ومعناها:
? رب عيش ولذة ونعيم=وبهاء بمشرق الميدان
? بسط الله فيه أبهى بساط=من بهار وزاهر الجوزان
ثم فيه من ناضر العشب الأخضر وتزهو شقائق النعمان
? مده الله بالتحاسين حتى=قصرت دون طوله العينان
? حلفت حافتاه حيث تناهى=بخيام في العين كالظيلمان
? زينوا وسطها بطارمة مث_ل الثريا يحفها النسران
? ثم حشو الخيام بيض كأمثا_ل المها في صرائم الكثبان
? يتجاوين في غناء شجي= (أسعداني يا نخلتي حلوان)
? فبقصر السلام من سلم الله=وأبقى خليفة الرحمن
? ولديه الغزلان بل هي أبهى=عنده من شوارد الغزلان
? يا له منظراً ويوم سرور=شهدت لذتيه كل حصان
أحاط المعري ما وصف بتعقيد، وأشاح عما يصف إلى ما يصوغ به الوصف، وجاءت هذه الشاعرة بالقول سافراً، ووضعت فيه تفاصيل البناء، واقتبست غناء المغنيات، ودعت للخليفة، ولم يفتها في وسط هذه الفتنة أن تجعل اللذتين لذة المناظر ولذة السرور مقصورة على الحصان من النساء فأفردت بذلك غريماتهن من المسترخصات على أنهن لهو وعبث ومتاع، فلا لذة لهن من هذا القبيل. أليس هذا بعد الذي أوضحت اصدق أنباء واكثر بياناً وتبياناً؟
وليس هذا في مجال الوصف فقد يصف الشاعر المفلق الذي طبقت شهرته الآفاق مشهداً محزناً فتفوقه بذلك شاعرة ليست لها شهرته وليس لها طول باعة.
هذا الشاعر ابن الرومي، والمشهد المحزن هو موت ولده، والشاعرة امرأة لا اسم لها، ومنظرها المحزن موت ولدها في سفرها معه.
هذا ابن الرومي يقول وأروع ما يقول هو:
توخى حمام الموت أوسط صبيتي ... فلله كيف اختار واسطة العقد