للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فليت ثلاثة أدباء من الجيل الجديد يفعلون، ليسمع الأباء كلمة الأبناء.

سر الزخرفة العربية:

ألقى الدكتور بشر فارس مساء الخميس الماضي محاضرة في (سر الزخرفة العربي) بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وكانت هذه أول محاضرة يلقيها بالمعهد بعد تعيينه عضواً مصرياً فيه من الحكومة الفرنسية.

بين المحاضر أولا إن الزخرفة العربية فم له ذاتيته الابتداعية ولم يخضع للفن الفارسي الجامد ولا للفن اليوناني المتناهي الوحدات، لأن الفن العربي زاخر بالحركة والحياة، وهو إلى ذلك لا تنتهي حدوده، بحيث لو وضعت بجانب الزخرفة مثيلاتها اتحدت معها.

ثم تساءل: لماذا كان للزخرفة العربية تلك الخصائص، ولماذا برع المسلمون - من عرب ومستعمرين - في الزخرفة وخصت بهم زخرفتهم؟

أورد الرأي المشهور القائل بان الفنانين المسلمين ركزوا جهدهم الفني في الزخرفة لما حرم عليهم تصوير كل ذي روح، ثم فند هذا القول بأنه ليس في أصول الإسلام رأي قاطع بهذا التحريم، وعلى فرض أي الأمرين، الإباحة أو التحريم، فقد وجدت صور كثيرة ذات أرواح، إنسانية وحيوانية، صورت في العصور الإسلامية.

وانتهى من ذلك بان أرجح سر الزخرفة العربية وبراعة المسلمين في أشكالها وألوانها إلى جملة العقيدة الإسلامية في تفتيشها عن الله وخضوعها لحكمه وتعظيمها له، فكان الفنانون يتجهون إليه فيما يرسمون، وكانوا يحملون برسومهم المساجد والمصاحف ابتغاء الغبطة في السماء التي هي خير وأبقى من متاع الدنيا.

ولم يكن فن الزخرفة قاصراً على الأشكال والألوان، بل كان أيضاً في الخطوط كالخط الكوفي مثلا الذي كان له حظ كبير من الفن الزخرفي تم له من الفكرة الإلهية، إذ كانت تكتب به آيات القرآن الكريم؛ وقد أنحدر عن هذه الفكرة أيضاً تحسين الخط العربي في العصور الإسلامية الأخيرة، فقد كان الخطاطون يبتغون الثواب من الله على كتابهم المصاحف بالخط الجميل.

العامية وبرنامج الإذاعة:

<<  <  ج:
ص:  >  >>