فان أبى كان سيد قومه، يفك العاني ويقتل الجاني ويحمي الذمار ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشى السلام ويحمل الكل ويعين على نوائب الدهر، وما أتاه أحد في حاجة فرده خائباً، أنا بنت حاتم الطائي).
ويكفى هذا الكلام إثباتا أنه من أدب العقل، وأنه الذروة في دقة التعبير وصدق الأنبياء. أن جواب النبي عليه كان:
(هذه صفات المؤمنين حقاً - خلوا عنها فأن أباها كان يحب مكارم الأخلاق).
٣ - الحلقات المفقودة في أدب المرأة
هنالك حلقات من الأدب توفرت في أدب الرجل وفقدت من أدب المرأة فقداً تاماً فجاء أدبها بهذا النقد أكثر نبلاً وأوفر فضلاً وأصدق فناً وليس بضمائرها أن يعري أدبها من هذه الحلقات وأن لا تعرفها عن أدب الرجل أشد الاختلاف، ذلك أن الرجل افرد في أدبه باباً للتحذير من المرأة والتنبيه على أنها شيطان رجيم. وتلمس أدب الرجل من هذا أفانين الكلام وضروبه فزور الأحاديث ونحت الأمثال ومنقصة لها من حيث بقى كلام المرأة صافياً لا تشوه أمثال هذه ألا كدار.
منها:(أوثق سلاح إبليس النساء). ومنها (النساء حبائل الشيطان) و (شاوروهن وخالفوهن). و (إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى افن وعزهن إلى وهن). لقد أراد أدب الرجل أن يصف المرأة بمثل هذه الأوصاف على لسان رسول الله وهذه الأوصاف وان كانت بعيدة عن الواقع ولا تصبر أبدا عل محك المنطق فأنها ابعد ما تكون عن بلاغة الرسول الكريم وما جاء في أحاديثه صلى الله عليه وسلم عن المرأة.
وعزز أدب الرجل هذه الجهة بان أورد على لسان أمير المؤمنين على كرم الله وجهه أن قال: لا تطيعوا النساء على حال، ولا تؤمنوهن على مال، ولا تذروهن يدبرن العيال. ولا دين لهن ولا عقل لهن. ينسين الخير ويحفظن الشر) الخ. . .
فإذا عرفنا أن الأمام عليه السلام أمير البيان - وأن نماذج كلامه البليغ مثبتة في تهج البلاغة، وهي ترتفع عن مثل هذا الشتم أمكن القول بأن هذا أدب من جملة الحلقات التي أراد الرجل أن يستكمل بها فنون القول مما انعدم في أدب المرأة وأنفت اللجوء إليه. وليس هذا فقط فقد جاء الرجل بما ينسبه إلى العقلاء والفلاسفة قد قالوا (لا تدع المرأة تضرب