في الأنباء الواردة من أمريكا أن اللجنة الفرعية التي تألفت من أعضاء مجلس النواب هناك للتحقيق في الأعمال التي يقوم بها غير الأمريكيين اكتشفت (أن الشيوعية قد تأصلت جذورها في هوليود وفي صناعة الأفلام. . .).
وقد أدلى المستر جيمس مكدويل عضو اللجنة بأن الشيوعيين موجودون في جميع فروع صناعة الأفلام، فمنهم مهندسو المناظر، ومنهم الفنانون، ومنهم المصورون والمخرجون، ومنهم الكتاب والمؤلفون، وقد كشف التحقيق عن وجود حلقة من الشيوعيين تتسرب إلى داخل البلاد عن طريق المكسيك. . .
هكذا أصبحت هوليود مدينة الحب والجمال، والفن والمال وهي أيضاً مباءة للنزعات السياسية والاتجاهات المذهبية، كأن السياسة الملعونة تأبى إلا أن تعكر مورد، وتستغل كل أسلوب للتأثير في أذهان الناس.
ما أشبه استغلال الدعاية لهوليود بالمؤامرة التي صنعها الألمان في الحرب العالمية الأولى في مصانع الذخيرة للحلفاء ومحاولة حشو القذائف بالرمل، إنه في الواقع اشتغال خطير، لأن هوليود كما معروف تتسلط على العالم بفنها، وبأفلامها، وإن مما يؤلم أن يصير الفن أداة للسياسة، وأن يصبح سلاحاً للدعايات المذهبية مهما كان لونها، ومهما كان هدفها، إنما الفن صوت الإنسانية الخالص من شوائب الأغراض، فمتى الفن إلى هذه الغاية مترفعاً عن أو ضار الدعاية ومآرب السياسة. . .
الشعر والغناء:
يشتغل المطرب المعروف محمد عبد الوهاب في هذه الأيام بتلحين قصيدة (مضنياك جفاه مرقده) للمغفور له أحمد شوقي بك، وهذه القصيدة التي عارض بها أمير الشعراء قصيدة الحصري المشهورة:(يا ليل الصب متى غده. .)
وإن مما يدعو إلى الاغتباط أن يتجه كبار المطربين والمطربات عندنا إلى الغناء في الشعر الرفيع، واختيار القصائد الممتعة والمقطوعات الرائعة لتشنيف الأسماء وإشباع العواطف، فقد كان الغناء عندنا ابتذل في الكلام التافه الرخيص والتعابير العامية المكثوفة، وكنا كلما