للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سأل القزم أن يدله عليهما. فأجابه قائلاً: (أن أخويك محصوران بين جبلين عقاباً لهما على كبريائهما؛ أو لم تسمع أن عاقبة الكبرياء وخيمة؟!) فألح الأمير على القزم بتلبية طلبه حتى فعل ذلك؛ إلا إنه حذر الأمير على القزم بتلبية طلبه حتى فعل ذلك؛ إلا إنه حذر الأمير من أخويه، إذ يضمر له السوء ولا يقيمان للاخوة وزناً

وعندما رجع إليه أخواه، اخذ السور يتموج على قسمات وجهه، فقص عليهما تفصيل ما حدث. وركب كل من الأمراء الثلاثة جواده، حتى وصلوا إلى مملكة كبيرة، أضنى الجوع والحرب السواد الأعظم من سكانها، وأيقن ملكها أن لا مهرب له من اغتيال. فذهب الأمير الصغير إلى هذا الملك ومد إليه يد المعونة فاستطاع الملك أن يسد جوع السكان، وان يرد الأعداء على أعقابهم خائبين. وبعد أن تم له ذلك اخذ الأمير السيف وما بقى من الخبز وركب مع أخويه حتى وصلوا إلى مملكتين أخريين، فعل فيهما الجوع والحرب فعلته الشنعاء كما في المملكة الأولى. وبالطريقة نفسها رد الأمير عادية الدمار عن هاتين الملكتين.

ثم ركبوا السفينة يؤمون مسقط رأسهم. وفي ذات ليلة، أنثا لت على أحد الأخوين الأكبرين الخواطر السود، إذ قال للآخر: (لقد حصل أخونا الصغير على ماء الحياة؛ وهذا يعني أن والدنا سيورثه المملكة وسيقضى على حظنا وأمانينا!!) فاضطرمت في صدريهما فكرة الانتقام، وتآمرا على اغتيال أخيهما. وبينما كان نماماً في ذات ليلة، أفرغا ماء الحياة من كونه، وملأه بدلاً من ذلك بماء شديد الملوحة ولدى أوبتهم لقصر أبيهم تناول الأمير الصغير الكوب، وقدمه لأبيه؛ وما كاد الوالد يرشف جرعة منه حتى اشتدت عليه وطأة المرض، وساءت حالته، وبينما الوالد كذلك جاء الوالدان الآخران وآخذا يقولان على أخيهما ويتهمانه بتسميم الماء. ثم قدما لأبيهما ما الحياة الحقيقي؛ وما كاد يرشف قليلاً منه حتى تعافى، وأخذ وجهه يتلألأ بالنضارة والنشاط كأنما عاد إلى صباه. وذهب الأخوان الأكبران إلى الصغير وخدعاه بقولهما: لقد حصلت في الحقيقة على ماء الحياة ولكن بما انك فرطت في الحيطة والحذر، فلقد أفرغنا الماء من كوبك دون أن تدري؛ وزيادة على ذلك فسيحاول أحدنا في غضون هذه السنة أن يستولي على قلب أميرتك. ولكن حذار من أن تخوننا؛ وإلا فلن نتردد في القضاء عليك! وانك تعلم أنا لا نوعد إلا تحقق الوعيد!!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>