لما كان تيسير الكتابة العربية موضوع مسابقة جائزتها ألف جنيه، وقد دخل فيه نحو مائتي متسابق بينهم فنيون وفنانون لهم قيمتهم، وهم مختلفون في منازعهم، حتى أن مجمع فؤاد الأول للغة العربية القائم ببحث هذا الموضوع، تلقى رسائل فيه من أمريكا ومن روسيا ومن الهند وغيرها من سائر الأقطار والأصقاع، ولأهمية هذا الموضوع وخطورة أثره، رأى المجمع ألا تنفرد لجنة تيسير الكتابة العربية بالحكم على هذه المشروعات، وأن ترجئ نظرتها حتى تسمع رأي حكام فنيين في الخط وفي الطباعة، فقد يعجب اللجنة مشروع يصعب تنفيذه في العمل، فتبطل قيمته، وتنعدم جدواه، وقد يروق اللجنة مشروع من وجهته العامة ولكنه في أداء مقتضيات الكتابة العربية ناقص أو عسير التحقيق، ورأت اللجنة أن أعضائها وأن كان لهم بصر بالكتابة العربية، وسابق نظر في المشروعات والمقترحات التي بسطت للتيسير، فانهم ليسو بالفنيين المتجردين لشؤون الخط والطباعة.
لذلك كله قرر مجلس المجمع، في جلسته التي ختم بها دورته الماضية، تأليف لجنة من فنيين في الخط وفي الطباعة اختار لها المدير العام لمصلحة المساحة رئيساً، ويتكون أعضاؤها من كبير الخطاطين بمصلحة المساحة والأستاذ السيد إبراهيم الخطاط، والشيخ محمد فخر الدين بك، ومدير المطابع والتوريدات بمصلحة السكة الحديد، ورئيس مطبعة دار الكتب، والأستاذ شفيق مترى صاحب دار المعارف. وضم إليهم الأستاذ شارل كونتز مدير المعهد الفرنسي بالقاهرة باعتباره فنياً في الخطوط السامية وأحد الذين تتبعوا تطور الكتابة العربية، ليقارن بين الخطوط المقترحة وبين الخطوط السامية.
وتعقد هذه اللجنة بدار المجمع اجتماعات أسبوعية توالي فيها النظر في المقترحات المقدمة. وينتظر أن تقدم تقريرها في هذه المهمة إلى المجمع قبل انتهاء عطلة الصيف حتى يستطيع المجمع أن ينظر فيها في مقتبل دورته القادمة. . .
المؤتمر الثقافي العربي:
عرف القراء مما كتبناه في عدد مضى من الرسالة أن اللجنة الثقافية بالأمانة العامة للجامعة العربية دعت إلى عقد مؤتمر ثقافي بلبنان في سبتمبر القادم تنفيذا لسياسة التعاون الثقافي