وإلا فأيهما أنفع للمجتمع، مائة كتاب تكتب في غرض واحد، أو مائة كتاب في مائة غرض من أغراض الأدب؟
لا شك في أن تحرر الكاتب في اختيار موضوعاته أضمن لأجادة الكتابة فيها. فلو أن كتاباً ككتاب (الله) مثلاً - وهو ما هو بين الكتب - اقترح موضوعه على مؤلفه الأستاذ (العقاد) - وهو من هو بين الكتاب - لما وصل به العقاد إلى هذه الغاية التي ليس بعدها غاية. وقس على ذلك سائر الكتب التي كتبها كاتبوها مختارين فوصلوا بها إلى حد التفوق
بل إني لا أجد المثل في نفسي وفي نفس المجمع اللغوي. فقد تفضل المجمع فمنح ديواني جائزة الشعر الأولى في هذا العام، وتفضل الأستاذ الجاحظ فعقب على هذه الجائزة بما أنا مدين له بالشكر عليه ولكني أشك كل الشك في إني كنت أظفر بهذه الجائزة لو أن المسابقة كانت قصيدة واحدة اقترح المجمع موضوعها على المتسابقين.
فقد يكون الموضوع غير حبيب إلى نفسه، فلا يسلس فيه شعري ولا يتفوق. فليت المجمع الموقر يطلق الكتابة في المسابقة من قيد الموضوع كما أطلق الشعر. ثم يستعرض كتب العام، والخمسة الأعوام فما رآه منها بالغاً حد التفوق أجاز كاتبه أو توجه مشكوراً
محمود عماد
مصر ملجأ الأحرار:
كان لهبوط البطل الأمير عبد الكريم الخطابي وادي النيل رنة فرح وسرور شملت البلاد كلها من أقصاها إلى أقصاها - وقد وجد في رحاب جلالة الفاروق كل عطف وتقدير، كل ذلك جعله يلهج بالثناء على مصر وأهلها.
ومصر الكريمة وعلى رأسها مليكها الشاب - وقد أعز الله الإسلام بها - ترحب بكل لاجئ عربي كريم ولو كره المشركون، حيا الله مصر ومليكها.
ذكرتني هذه المناسبة الكريمة بقصيدة مخمسة طويلة نشرتها مجلة المقتطف سنة ١٩٠٦ لشاعر بغدادي لم يذكر بل رمز بأسمه إلى حرف ج. . . ويغلب على ظني - من أسلوبه السهل الممتع، إنها للشاعر العراقي المبدع جميل صدقي الزهاوي، تحت عنوان (أنت يا