للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوم دخلوها عليهم. . . وحاربت كل أمة على ظهر الأرض. وكانت هذه الحرب المقدسة خلقاً في طبع كل أبي شريف لا يكون من يفقده أبياً ولا شريفاً، لا يكون إلا كلباً، بل إن الكلب يحارب دون وجاره، وكل حيوان حي يدافع عن ذماره، حتى الخنزير البري. . . فهل يريد أنصار المفاوضات والمحادثات أن نكون أقل من الخنازير؟

كلا، وأنف الكاره في الرغام. كلا، ولكن أكرم من كل كريم، وأعز من كل عزيز، وأسمى من كل بشر أظلته السماء وحملته الغبراء. وإلا فما نحن لأولئك الأجداد، ولا نحن لرمال الجزيرة، ولا نحن لمن حملوا نشيد (الله أكبر) ومشوا حتى صكوا به سمع الزمان، وراعوا به جن الفلا، وملأ وأبه كل سهل وجبل حتى دانت لهم الأرض ومن عليها، ولا نحن لمحمد.

كلا، نحن سلائل الفاتحين، في عروقنا دماؤهم، وفي صدورنا قلوبهم، ولنا عزتهم، ولئن فقدنا السلاح فما فقدنا العقل الذي يصنعه، ولا اليد التي تشحذه، على إنه إذا أعوزنا السلاح أخذناه من يد عدونا وجالدناهم به. وكذلك فعلنا.

لن نهاب بعد اليوم غريباً، ولن نثق به أبداً.

لقد مات العهد الذي كنا نخاف فيه أن يغضب صعلوك من المنتسبين إلى فرنسا فتغضب الامتيازات.

لقد قضى العهد الذي كنا نرى فيه فرنسا وأخواتها أمم الحرية والديمقراطية والمدنية وحقوق الإنسان.

لقد أبدت الحقائق وجوهها التي كانت مبرقعة ورآها الناس كلهم إلا هؤلاء العميان الذي طمست أبصارهم وبصائرهم المدارس الفرنسية في الصغر، والمواخير الفرنسية في الكبر، وهم بحمد الله أقل من القليل.

لقد رأى الناس فرنسا على حقيقتها أمة همجية تمنع الخبز عن الجائعين ليموتوا جوعاً، وإنكلترا تنصر الصهيونيين على الفلسطينيين والهولنديين على الجاويين، وأمريكا تقول لصاحب البيت، أخرج ليدخل اللص ويأخذ دارك. ولكن خسأ اللص وخسأ من ينصره

إن دون الحمى آساداً.

أنتهم أيها الأميركيون لا تدركون ما هي قوانا لأنكم لا تعرفون إلا المادة. إنكم لم تسمعوا

<<  <  ج:
ص:  >  >>