ووقف السائق سيارته والتفت نحو الشاب وفي وجهه مثل نظرات المجنون، فقال له الشاب (إوع تتكلم. . . أتدري من أنا؟ أنا وكيل نيابة. . . تعرف شغلك بعدين).
ووقف المحصل بينهما يخشى أن يفضي الأمر إلى شر خطير والسائق يقول افرض إنك حتى رئيس نيابة. . . تضرب الناس بدون سبب؟) والركاب يتفرجون وما فيهم إلا من ضاق ذرعاً بهذا الصلف وبهذه الوقفة التي لا يدري أحد متى تنتهي؛ وأحسست أنا ثلاث أمثال ضيقهم وقد شهدت المنظر ثلاث مرات.
وكان السائق هو القابض هذه المرة، إذا لم يجد متنفساً لغيظه إلا أن يقسم يميناً بالطلاق ألا يدع هذا الأفندي إلا في القسم ولو قطعت رقبته. . . ولم يبق لشفاعة الشافعين، بعد أن نطق السائق بهذا اليمين. ومضيا معاً إلى القسم، ومضينا نحن الركاب يبحث كل منا عن وسيلة أخرى يصل بها إلى حيث يريد.
وبعد فأنا أؤكد لك أيها القارئ أني لم أزد شيئاً على ما شاهدت، وإلا فإني مستعد أنا الواضع اسمي أدناه لأن أتلقى قرار القبض علي بتهمة أنا والله منها برئ وهي (إساءة استعمال) قلمي أو على الأصح منظاري. . .
الخفيف
قادة الإصلاح في القرن الثالث عشر
الشيخ شامل
زعيم القوقاز وشيخ المجاهدين
للأستاذ برهان الدين الداغستاني
(تتمة)
ولما أبى الشيخ شامل التسليم اقتحم الروسيون الحصن من الخلف، واستطاعوا التسلل إلى داخله، فانسحب الشيخ شامل إلى مسجد الحصن وواصل القتال. وهنا طلب الروسيون منه التسليم للمرة الثانية، ووعدوه - إن هو سلم نفسه - أن يسلموه هو ومن معه إلى خليفة