مع زميله على أن يتقاضى منه قدرا من المال وينزل له عن الحق المادي فيه ليتولى هو تصريفه وجمع نقوده لأنه لا يصبر على المساومات المادية، وقد كان هذا شأن الأستاذ محمود مصطفى في جميع ما ألف من الكتب، وهب أن الأستاذ مصطفى نزل عن حقه الأدبي فهل يكفي هذا العقد لنقل هذه الملكية، وهل يصح يا أخي لدور النشر التي تشتري حق تأليف الكتب من المؤلفين أن ترفع أسماءهم من عليها وتدعي إنها من تأليفها وعبقرية أموالها؟!
إنه الواقع عمل غير مستساغ، إنها تجارة بأكفان الموتى إنها جناية أدبية أضع تفاصيلها تحت الأنظار ليرى الناس فيها رأيهم.
أستاذي يا صاحب الرسالة. أرجو ألا تغير حرفا من هذا الكلام فيما يخصك أو يخص غيرك، فانه حق الأدب والتاريخ، وإني لأكتب للأدب والتاريخ، وقد عاش الأستاذ محمود مصطفى يقاسي أهوالاً من الجحود، وأنا لا ارضي - وأنا تلميذه الوفي - أن يلاحقه هذا الجحود في قبره، نضر الله قبره، ورحمة رحمة واسعة. . .
ولكنها الأوضاع المقلوبة:
كتب صديقنا الأديب الأستاذ (وديع فلسطين) في جريدة الإنذار التي تصدر بإقليم المنيا يقترح على جامعة فؤاد الأول أن تأخذ بتلك السنة التي استنتها الجامعات الغربية بمنح الأفذاذ من العلماء والساسة درجة الدكتوراه الفخرية دون أن تكفلهم أعداد رسالة خاصة أو أداء امتحان شفهي كما يحدث مع سائر الذين يظفرون بالدكتوراه.
وبعد أن سرد الأديب أسماء بعض العظماء الذين منحوا الدكتوراه الفخرية من الجامعات الغربية والأمريكية مثل الرئيس ترومان والمستر مارشال والمستر بيفن والدكتور تشارلس واطسون والدكتور فارس الخوري ممثل سوريا في مجلس الأمن قال: (أما في مصر فلا نكاد نشعر بأن جامعاتنا تقدر هذه الدرجة الفخرية، ولذلك لم تمنحها إلا إلى أفراد لا يتجاوز عددهم ثلاثة أو أربعة مع أن في مصر عشرات من الأدباء والعلماء والساسة الذين يخلق أن تفكر الجامعة في منحهم الدكتوراه الفخرية أمثال الأساتذة عباس العقاد وفؤاد صروف واحمد أمين واحمد حسن الزيات وأنطون الجميل باشا وخليل ثابت بك وخليل مطران بك ومحمود تيمور بك وإسماعيل صدقي باشا وعبد العزيز فهمي باشا، فأن جميع هؤلاء