السابعة عشرة من عمرها وقد استلقت تردد طرفها الأزرق البهي في أكناف كتاب، وانبهر الرجل وأسقطت اللعب من يده وفهمن الفتاة القصة وتضاحكت من فعلته؛ ولكن لغة أخرى تتحدث بغير اللعب لان لغة الكلام انتهت رسالتها. . ووقفت الأم الشابة الحلوة ترقب قيام المعجزة وتمددها وطغيانها وجمعها القلبين على طرف الحديقة فلم لا تأتي هي بمعجزة اكبر ولم لا تقول ما يخشع له الطرف وقد رأت ابنتها تستملح الفتى ورأت هذا ينعقد لسانه ويزوغ طرفه. . دلفت الأم تجمع اللعب وقالت وهي تعود إلى البناية سأحتفظ بهذه اللعب ملهاة الأطفال ستلهون بهم كثيرا وانقلبت مسرورة فقد أسعدت قلبين وقد سعدت بالتضحية سعادة لا يعرفها إلا ذوو القلوب الكبرى التي تستطيب الحرمان لتذود عن غيرها اجمل منظر في الدنيا في ثوبها الأسود وقامتها الهيفاء. . وعينيها الصافيتين وفعلتها السامية. . . وستنعم كل يوم بدموعها وتضحيتها لأنها أحيت قلبين وجمعت نفسين.
وهذه فتاة شابة دون الجميلة قيل لها أنها جميلة تمشي من هذا الشارع كل يوم فتثير على جانبي الطريق جدالا بين الناظرين إليها فينبري مدع يقول بان هذه الفتات أجنبية جاءت هذا البلد مع الحرب كأنها علة من عللها. . . فركنت إلى هذا المنزل الذي تديره هذه البدينة الأجنبية لصلة بين الاثنتين. ويقول مدع آخر بل هي من أهل البلد تنهز مع الغواة بدلوهم وتسوم سرح اللهو حيث أساموا، فتعود في أخريات الليالي حينا وفي أواسطها أحيانا أخر، وتحتسي الخمر حتى تتقطع أحشاؤها ويغيض ماؤها، ثم تستدرك الفائت على يد الطبيب، ثم توغل في حركات منعكسة بعضها عن بعض لا ينتظمها تدارك ولا يخترمها نظام فيضل المدعون لان السر لا يطفو على الوجوه جميعا وان القلب لا ينضح بما فيه دائما فتذهب الوجناء من نزلها حيث تريد وترجع إلى نزلها لا يجد في استشفاف ما بها جديد، ويرجح أمرها أنها جاءت هذا البلد وافدة تتبدل زمانا ومكانا كانا بالمساعفين وقد قيل لها أنها جميلة. وإنها مرهفة الحس عصبية كنود بينها وبين أن يجهز عليها الموت شعرة. . . شعرات ثلاث بينها وبين الحياة فلتمرح ولتطرب فهي جميلة قصيرة العمر لو شاءت. . . مديدته لو شاءت، فحملتها في قلبها وفكرت بهذين جميعا فأولدتهما أفانين من الأعمال وضروبا من الأقوال. وخيل إليها أن الناس كلهم خاطبون وان دنياها ملئت بالمدلهين هذا بينه وبين الانتحار بسببها قليل وهذا خطبه في رفضها ودلالها جليل. . فلتنأ بنفسها عن