تستطيع أن تبدأ في نشر قصة مسلسلة، ثم لا تكاد تبلغ منتصف القصة حتى تسقطها من حسابها. ولو حدث مثل ذلك في أمريكا لكان بلاء ماحقاً على المحرر).
فهل لأستاذنا رئيس تحرير الرسالة أن يخفف من (أمريكيته) في الحرص على خلو الرسالة من الأخطاء المطبعية. . . ويأخذ بالحكمة الصينية في ذلك. على أن لا يكون هذا في باب (الأدب والفن في أسبوع)!!
فوسوس الشيطان في صدري، لأصطنع (فن الكسل) فلا أكتب هذا الأسبوع ولا أعني نفسي بجمع الرحيق من هنا وهناك، وأقضي الوقت فيما يوحيه إلي ذلك (الفن الجميل) ولكني لم أستطب ذلك لأسباب أهمها شعوري باللذة من انتظام العمل الذي تستريح إليه نفسي. ومن هنا أدركت إن المسألة ليست مسألة حكمة أو قانون يوضع للجميع، وإنما ذلك يتبع الأمزجة والطبائع، فالكسل الذي يتمتع به الصيني لا يحب الأمريكي الخلود إليه لأنه يتمتع بالحركة الدائبة. بل يختلف أفراد الأمة بل الأسرة الواحدة في الميول والنزعات، وكما تعمل عوامل البيئات في اختلاط الأجناس والأمم، تعمل مفرزات الغدد في اختلاف الأفراد.
النهوض بالمسرح:
أثيرت مسألة المسرح المصري في الأيام الأخيرة، إذ أبدى بعض رجاله والمهتمين به ألمهم وجزعهم مما وصل إليه، وعملت بعض الهيئات الفنية على الدعوة إلى النهوض به؛ فقد كتب الأستاذ يوسف وهبي بك نقيب الممثلين في مجلة (دنيا الفن) مقالاً بعنوان (المسرح المصري يحتضر) قال فيه إن حالة المسرح المصري اليوم هي بلا شك حالة النزع، وألقى تبعة تدهوره على الحكومة لأنها أهملت إعانة الفرق المسرحية، وقصرت عنايتها على الفرقة المصرية التي وصفها بأنها (أشبه بمؤامرة على الفن المسرحي المصري).
وأعلن اتحاد الفنيين المصريين دعوته إلى مؤتمر للمسرح المصري يعقد في القاهرة في منتصف سبتمبر القادم، تشترك فيه الهيئات الحكومية وكبار المشجعين للفنون الجميلة والمشتغلين بها في مصر والعالم العربي.
والواقع إن المسرح في مصر يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقد انفضت فرقه ولم يبق إلا الفرقة المصرية التي ترعاها وزارة الشؤون الاجتماعية، وهذه الفرقة تضم صفوة الممثلين