للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمهاجمة أم كان أهلاً للإطراء والثناء. . .

وانظر ما أعجب هذا المنطق في قول (العباس): إن المصريين أهل حساسية و (ذوق) وهم حريصون على مودة إخوانهم في العروبة) فأي شأن للعروبة هنا؟ أترى اللبنانيين يتنكرون للعروبة إذا نقد المصريون أدبهم، بل حتى إذا هاجموه مهاجمة؟ ومن ذا الذي يقول إن العروبة تقتضي المصريين أن يراعوا اللبنانيين في أدبهم أو أن يداجوهم أو أن يسكتوا عنهم إذا كان في الأدب ما يستحق النقد؟

القضية ليست قضية (حساسية) و (ذوق) و (مودة في العروبة)! بالأمس كان إخواننا المصريون يعللون عدم اكتراثهم للأدب اللبناني بضعف الدعاية لهذا الأدب، ثم بارتفاع أسعار مؤلفاتهم ثم بكثير من التعليلات الأخرى. . . وها أن (العباس) اليوم يطلع بتعليل جديد: هو إن اللبنانيين لا يرضيهم أن ينقد المصريون مؤلفاتهم نقداً حراً. . . وغداً يأتي من يقول غير ذاك وهذا. . .

الواقع إنه يجب أن نتكاشف ونتصارح: إن إخواننا الأدباء المصريين مقصرون في حق آداب البلاد العربية الأخرى، في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، خلافاً لموقف هذه البلاد من أدبهم. . . ويجب أن يعترفوا بهذا التقصير فهذا وحده يدعوهم إلى تلافيه وإلى سد نقصه. . .

(بيروت)

سهيل إدريس

الاستعمار الثلاثي:

لعل قراء الرسالة جميعاً قرءوا أو سمعوا بخبر تلك البدعة الفرنسية الجديدة التي ابتدعوها لنا في السنوات الأخيرة، وهي انتخاب ملكة للجمال في مصر، في حفل عام. . .

وكان آخرها ما أقيم بأحد (المراقص المشهورة) في آخر ليلة من الشهر الإفرنجي المنصرم، وفي منتصف شهر رمضان!

ولا نود أن نخوض هنا في حديث ديني، فلم يكن شهر رمضان لمثل هذه الحفلات، ولكنه كان لشيء أكرم من هذا. ولقد قام بتنظيم هذه الحفلة، كما لعلك قد علمت، معهد كليتيا

<<  <  ج:
ص:  >  >>