للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورد كل هذا على ذهني وأنا أقرأ كلمة للأستاذ أحمد الصاوي محمد في (أخبار اليوم) حمل فيها على معالي وزير المواصلات لأنه يشجع جماعة من الشبان الأدباء على إظهار مواهبهم، ويسهل لهم سبيل الظهور بآثارهم، والأستاذ الصاوي يعلم علم اليقين أن التشجيع في الأدب حافز الظهور والنهوض، بل حافز الخلق والإيجاد، وأن أرباب الأقلام يطالبون الدولة بأداء هذا الحق ويقدرونه واجباً من واجباتها، وأن الأمر في هذا كما يقول أبو حيان التوحيدي: (ولابد من فتى يعين على الدهر ويجمّ راحلة الأمل)! بل إن الناس جميعاً يعرفون أنه لولا تشجيع سيدة بارة كريمة لما كان هذا القلم الذي ينكر اليوم على وزير ما يبذله في تشجيع شبان أدباء. . .

أنا لا أريد أن أدافع عن معالي الوزير، فللوزير قلم مبين، ورأي مكين، ولا أريد أن أدافع عن (أدباء العروبة)، فكل منهم قادر على أن يدافع عن نفسه وعن جماعته، ولكن الذي يهمني أن يقحم الأستاذ الصاوي في هذه المجلة بموظف صغير - على حد تعبيره - هو الأستاذ محمود السيد شعبان الذي يشرف على تحرير مجلة سكة الحديد لأنه ينشر فيها مقطوعات شعرية في الغزل ووصف المرأة. . .

وليس في هذا موضع للمؤاخذة من الناحية الاجتماعية، فإن جميع الصحف والمجلات تنشر شعر الغزل والتشبيب، والإذاعة الحكومية تذيع على الناس صباح مساء فنوناً من المغازلات والمعابثات. . .

والفن الصحفي يقضي بأن تحلي المجلة العلمية بهذه الطرائف الفنية لتخفف ما فيها من نقل المسائل العلمية وتلطف ما بها من جفاف النظريات!

ولكن العجيب بعد هذا كله أن يكون الأستاذ الصاوي هو الذي ينكر هذا ويندد به وأكثر الموضوعات التي يطرقها هو الحديث عن المرأة في شتى صورها ومغامراتها

دع إنكار هذا لغيرك يا أخي، دعه لسماحة الشيخ الصاوي شيخ الطرق الصوفية، أما أن تتصدى أنت لذلك، فإنه يكون منطق الأعجمي الذي يدرس أنساب العرب، وواعظ قريتنا الذي ينهى عن الحشيش!

الكاتب المنشئ والكاتب الحاسب:

كتب الدكتور زكي مبارك في جريدة البلاغ مقالاً أشار فيه إلى الموازنة الأدبية التي عقدها

<<  <  ج:
ص:  >  >>