لاستئجار جيوش عربية لتتولى الدفاع عما تبقى من الأراضي في أيدي العبرانيين. ولم يبق بالطبع بعد السبي في فلسطين جاليات كبيرة من اليهود، بل أصبح اليهود أقلية خاضعة لحكم الأكثرية تسكن في أماكن معينة تحت حماية الفرس فاليونان فالرومان ثم البيزنطيين.
ولما احتل البابليون في عهد ملكهم نبوخذ نصر القدس كان العرب في ذلك العهد يمتلكون أكثر أراضي فلسطين مثل أرض موآب وأدوم وفلسطين الجنوبية وكانت عزيمة العبرانيين خائرة والنبي (أرميا) يحذر الناس من المقاومة ويطلب منهم الاستسلام وكانت نتيجة ذلك تخريب بيت المقدس والهيكل وأخذ اليهود أسرى إلى بابل، ومنذ ذلك العهد فقد اليهود عملياً كل كيان لهم في فلسطين.
أما العرب فقد دافعوا دفاعاً مجيداً أزعج نبوخذ نصر وجعله يقرر الزحف على البادية والحجاز بإشارة من أرميا وكانت المعارك شديدة بين الطرفين.
وقد تولى العرب منذ هذا العهد حتى الآن أمر الدفاع عن أرض فلسطين فكافحوا الحكم الروماني وحاربوا البيزنطيين ولما قامت جموع العرب في الحجاز تحت راية الإسلام تحرر البلاد العربية اشتركت القبائل العربية وأكثرها من كلب ولخم وجذام ومن استعرب من سكان فلسطين مع المسلمين في مقاتلة البيزنطيين إخوانهم في الدين، لأنهم كانوا يشعرون بشعور قومي وبشعور الرابطة التي كانت تربطهم بشبه جزيرة العرب وتقدمت الجيوش الإسلامية في أراضي سورية وتمكنت من طرد الروم. وفي ذلك دليل كاف في دحض حجج الصهيونيين.
وقد كان المسلمون والنصارى سكنة فلسطين يحاربون سوية جيوش الصليبيين الذين حاولوا باسم الدين احتلال فلسطين ولم يشترك أي يهودي في مقاومة هؤلاء الغزاة وقد اشترك العرب مسلمون ونصارى في مكافحة العثمانيين وتحرير فلسطين من حكمهم وفي النهضة العربية فأي حجة تاريخية يتذرع بها الصهيونيون إذا في حقهم التاريخي القديم في فلسطين وهم لم يقاتلوا في سبيل الأرض المقدسة ولم يحاولوا الوقوف أمام الآشوريين والبابليين والرومان عندما كانوا يدخلون القدس ويخربون الهيكل وبيت داود.
وقد ادعى الصهيونيون بأن العبرانيين كانوا يحنون دائماً إلى العودة إلى (أرض إسرائيل) وأنهم ما فتئوا يتذكرون أرض الأجداد والآباء وأنهم يريدون إحياء ثقافتهم في تلك الأرض