أولئك المحللون الذي في استطاعتهم أن يجمعوا شواهد من بلاد أخرى لا يتكلم أهلها إلا لغة واحدة فقط
والرموز المستعملة للدلالة على العضو الجنسي المذكر لا يوجد بينها رمز لم يجر استعماله في معرض المداعبة أو الحديث المبتذل، أو في الأسلوب الشعري خصوصاً عند القدامى من الشعراء الكلاسيكيين ونحن لا نعثر هنا على الرموز التي تقع في الأحلام فقط، بل على رموز أخرى كذلك مثل (الأدوات) المستعملة في أنواع العمل المختلفة وأهمها (المحراث). وفضلاً عن ذلك فميدان الرموز المذكرة ميدان متسع إذا نزلنا إليه تعرضنا لكثير من المناقشات والجدل، وعلى هذا فسنتجنب ذلك خوفاً من ضياع الوقت. ولكني أريد فقط أن أوجه بعض الملاحظات إلى الرمز الذي يظهر كثيراً قائماً بذاته؛ أعني العدد (ثلاثة). فهذا العدد تحيط به هالة من القداسة لا نستطيع أن نقرر بعد إن كانت ترجع إلى دلالته الرمزية، ولكن يبدو أنه مما لاشك فيه أن الأشياء الطبيعية المثلثة الشكل مثل عود البرسيم تستخدم كشعار لدلالتها الرمزية. وزهرة الزنبق الفرنسية بأجزائها الثلاثة يقال أنها ليست إلا صورة تنكرية للعضو الجنسي المذكر، وكان الناس في العصور القديمة يعتقدون أن (الأيقونة) منها هي أقوى الوسائل التي تدفع عنهم الشر والأذى، والدليل على ذلك أننا نجد في هذا العصر أن الطلاسم التي تجلب الحظ السعيد ما هي إلا رموز تناسلية أو جنسية. دعونا ننظر في بعض هذه الطلاسم التي تصنع على شكل (دلاّيات) من الفضة وهي: عود البرسيم ذو الأربع ورقات، والخنزير، وعش الغراب، وحدوة الحصان والرجل الذي يكنس المدفأة ومعه سلمه، أما عود البرسيم ذو الأربع ورقات فقد حل محل العود ذي الثلاث ورقات الذي كان في الواقع أنسب للغرض المطلوب وهو الرمزية، وأما الخنزير فرمز قديم للإخصاب، وعش الغراب يمثل القضيب من غير شك، بينما حدوة الحصان ترسم المنحني الذي تتخذه الفتحة التناسلية للأنثى. وأما (الرجل الذي يكنس المدفأة) بسلمه فينتمي إلى هذه المجموعة لأن وظيفته تقارن دائماً بعملية الجماع في الأحاديث المبتذلة. وقد تعلمنا من الأحلام كيف يظهر هذا السلم كرمز جنسي، وهناك تعبيرات في اللغة تدل على الكلمة (يصعد) من الدلالة الجنسية المطبقة مثل قولهم (يجري وراء المرأة). وهكذا الحال أيضاً في اللغة الفرنسية حيث نجد أن كلمة معناها (درجة) وأن الرجل