للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصبح لا أمل لي في الحياة إلا أن أراك رب أسرة ورأس عائلة وإن ابنة الشيخ عبد الكريم ذات نسب ودين، وليس لها من يدانيها جمالاً وأدباً؛ وقد حزمت الأمر أن نعقد لكما في نهاية هذا الأسبوع والله أسأل أن يكتب لكما التوفيق. . .

عقد الحياء لسان إسحاق فلم ينبس ببنت شفة. ولكن بسمة لطيفة ارتسمت على شفتيه تعبر عن سروره وفرحه. ثم دخلت أمه العجوز فضمته إلى صدرها ضمة قوية وطبعت على وجنتيه قبلة حنان وعطف ثم جعلت يده بين يديها وأخذت تمر بهما عليها مراً لطيفاً وقالت:

- بني العزيز! نهنئ أنفسنا بفوزك. ونسأل الله أن يحرسك. . . إن عمك الشيخ عبد الكريم كان هنا قبل أن تعود وقبلنا دعوته لك لتتناول الشاي عنده بعد عصر هذا اليوم وقد دعا كثيراً من أصدقائك لتأنس بهم. وكثيراً من أصدقائه وأصدقاء والدك لتتعرف عليهم. وإنه أقام هذا الحفل ابتهاجاً بنصرك فاستبدل ملابسك وتهيأ لتلبية الدعوة. ولا تنس أن ترجع قبل غروب الشمس لتستقبل المدعوين للعشاء عندنا.

- أشكرك يا أماه! وسألبي دعوة عمي. ولكني لا أملك العودة في الوقت الذي تحددينه. فذلك موكول للظروف، فقد لا ينتهي الحفل قبل أن تغرب الشمس!

قد يكون ذلك يا بني ولكن عمك الشيخ عبد الكريم سيكون في منزلنا في نفس الوقت أو بعده بقليل لأنه مدعو للعشاء هو الآخر. . .

استبدل إسحاق ملابسه. وأعد جواده، ثم أخذ طريقه إلى منزل الشيخ عبد الكريم في قلب المدينة. . وكان الشيخ عبد الكريم من سراة القوم والمقدمين فيهم، ومن ذوي المكانة في الدولة ولم يبق له من ذريته إلا فتاة جميلة الطلعة لطيفة التكوين ناهزت سن البلوغ، ولقد كانت الصلة بين الرجل وبين الشيخ إدريس من أوثق الصلات وأقواها وازدادت قوة وتوثيقاً بخطوبة الفتاة لإسحاق بن إدريس، فأصبحت الأسرتان شريكتين في السراء والضراء، وكان الشيخ عبد الكريم يولم كل عام فاز فيه إسحاق بالبطولة وليمة يدعو لها كبار القوم وأشرافهم.

وصل إسحاق منزل الشيخ عبد الكريم فوجدهم في انتظاره فتقدم إلى المدعوين وحياهم وتقبل تهانيهم شاكراً. ثم التفوا حول الموائد يأكلون ويشربون مما لذّ وطاب من الحلوى والشراب وبعد أن فرغوا قام بعض المدوين من شباب العرب بألعاب رياضية في الفروسية

<<  <  ج:
ص:  >  >>