للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ماثلة للعيان، أنت اليوم أيها الشاعر رئيس لمجلس الأمن، فقل لأندادك في ذلك المجلس من ممثلي الدول: أحقاً أنتم أيها الإخوان حراس الأمن، أم مبررون للظلم وأن الحقيقة المرة هي كما يقول شوقي:

وعصر بنوه في السلاح وحرصه ... على السلم يجري ذكرها ويدير

ومن عجب في ظلها وهو وارف ... يصادف شعباً آمناً فيغير

ويأخذ من قوت الفقير وكسبه ... ويودي جيشاً كالحصى ويمير

شيوخ وشبان. . .

قال لي الأستاذ العقاد: (إنني لا أفهم معنى لهذا الكلام الذي يقال عن الأدباء الشيوخ والأدباء الشبان، وإني لأعجب لفئة من الشبان يتهمون الأدباء الشيوخ بأنهم يظلمونهم ويسدون أمامهم باب الشهرة والظهور، ويصورون المسألة على أنها حزازة بين الفريقين، وعداوة بين الطائفتين، إلى آخر ذلك الكلام الذي يثار ويقال، والواقع أنه ليس هناك أدب شيوخ وأدب شبان، وإنما هناك أدب قوة وأدب ضعف، فالقوة هي عامل الظهور والشهرة، وضمان البقاء والخلود، ولن يتأتى هذا إلا بالدراسة والاطلاع وبذل الجهد في ذلك إلى آخر ما تحتمله الطاقة، لكن إخواننا الشبان يحسبون أن من الكفاية في إدراك هذا قراءة كتاب أو كتابة مقالة في صحيفة، هذا هراء في التفكير، وهراء في التقدير. .).

(لقد كنا شباناً، فما وجدنا من أخذ بأيدينا، أو أفسح لنا الطريق، ولكننا صعدنا وشققنا طريقنا بدافع القوة والجهد، ولا زلنا إلى اليوم على هذا، فأدباء الشيوخ أشد شغفاً بالقراءة والدراسة وبذل الجهد، وهم يسيطرون على الحياة الأدبية لأنهم يواجهون الحياة الأدبية بما تستحق من حشد القوة وطول الصبر وخير للأدباء الشبان أن يدركوا هذا، وأن ينصرفوا إلى تقويم شخصياتهم، وأن يدخروا لأنفسهم قوة من المحصول الثقافي يمكنهم أن ينالوا بها الشهرة التي يريدون. .).

وإني - وأنا من فريق الشبان - لأوافق الأستاذ الكبير على ما قال، فالقوة هي ضمان الشهرة والبقاء، فإذا ملكها الشبان فلن يكون الشيوخ عائقاً أمامهم، ولكن يظهر أن إخواننا الشبان لا يدركون المسألة على حقيقتها، ولا يحبون أن يدركوها على حقيقتها، ويحسبون أن في استطاعتهم الصعود إلى القمة بخطوة قدم، ويحسبون أن هؤلاء الشيوخ قد بلغوا ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>