للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويصف شعره في مهرجان الزقازيق في صراحة ووضوح فيقول عنه: -

ليس شعري من الكلام ولكن ... هو من لهفتي ومن إطراقي

ويبتدئ قصيدته بمهرجان المنصورة ببكاء ليس وراءه بكاء وإن كان المقام لا يقتضي بكاء بل إشادة وتغنياً بالمجد والنصر وأمجاد التاريخ، فيقول في مطلعها: -

هو الوجد ما تخفى بنفسك أو تبدي ... هو الوجد فاذكر ما لقيت من الوجد

ونهنه ترانيما بقلبك أوشكت ... تفيض كمنهل الدموع على الخد.

وهذه ظاهرة تستوجب التسجيل في شعر الأستاذ العوضي الوكيل فإن كان يود أن تكون بشعره هذه المسحة دائماً وإن كان يأبى إلا أن يكون شعره على هذا اللون غير مستمد ذلك من طبيعته الخاصة - وهو ما أكاد أقول به وألمحه بين ثنايا كلامه - فإني أشير عليه بأن يعالج الخلوص من ذلك والتحلل منه.

وللأستاذ في الكتاب ست قصائد الكثير منها جيد حسن الديباجة أضعه مع شعر الأستاذ الغزالي في ميزان، إلا أن قصيدته في (الربيع) ضعيفة مفككة مختلطة المعاني مهلهلة النسج كان الأولى به ألا ينشرها في الكتاب فيه دون شعره الآخر بمسافة بعيدة، يقول في مطلعها: -

أي صديقي الربيع. . . عدت وعدنا ... فامض في الكون كيف شئت وأنى

وأنا أفهم أن الربيع يعود كل عام مرة ولكن من أين يعود الشاعر ومتى يعود؟

ويقول فيها يخاطب الربيع معدداً محاسنه: -

قد عمرت الحياة ركناً فركنا ... وغمرت القصيد وزناً فوزنا

والوزن ليس هو الشعر وليس هو الكلام الذي يقول الأستاذ إن الربيع يغمره إنما هو الميزان الذي يوزن به الشعر ويقاس به. وفي قصيدة القمر يخاطبه فيقول له:

جلست معي أيهذا القمر ... وأحليت من عيشتي ما استمر

يقصد ما مذاقه مر، وذلك الفعل (استمر) لا يؤدي هذا المعنى وإنما يؤديه الفعلان مرّ وأمرّ، تقول مرَّ الشيء وأمرَّ الشيء صار ذا مذاق مر، هذا إلى أن كلمة (عيشتي) خشنة جافة لا تجوز في شعر.

وفي قصيدة الفيوم يقول عنها: -

<<  <  ج:
ص:  >  >>