للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يدبر الملك من مصر إلى عدن ... إلى العراق فارض الروم فالنوب

إذا أتتها الرياح النكب من بلد ... فما تهب بها إلا بترتيب!

ويظاهره وزير كبير عالم، ذو خلق عال، عنده أدب الدرس وأدب النفس، روى ابن خلكان: (ذكر الوزير أبو القاسم المغربي في كتاب (أدب الخواص) كنت أحادث الوزير أبا الفضل جعفرا، وأجاريه شعر المتنبي فيظهر من تفضيله زيادة تنبه على ما في نفسه خوفاً أن يرى بصورة من ثناه الغضب الخاص عن قول الصدق في الحكم العام، وذلك لأجل الهجاء الذي عرض له به المتنبي).

وقال صاحب الوفيات بعد أن سطر تلك الأبيات: (وبالجملة فهذا القدر ما غض منه، فما زالت الأشراف تهجي وتمدح).

وأغلب ظني أن شاعرنا نوى هو وفاتك الملقب بالمجنون أمراً حال القضاء دونه، ثم هلك فاتك وهرب المتنبي، وراح يقول: (وماذا بمصر) فاهالفيه! فاهالفيه!

فالكافوريات هن بنات العقل والعلم الكثير، والسيفيات بنات الشبيبة والنشاط والنفس القوية. ولما أراد أبن أبي الحديد أن يؤلف كتاباً في حل قصائد للمتنبي اختار السيفيات لخطرها البارع في اعتقاده.

وعندي لك الشرَّد السائرات (م) ... لا يختصصن من الأرض دارا

ولي فيك ما لم يقل قائل ... وما لم يسر قمر حيث سارا

وما تسع الأزمان علمي بأمرها ... ولا تحسن الأيام تكتب ما أملي

و (وعلى قدر أهل العزم) عند طائفة هي أعظم قصائد المتنبي، وهي سيفية.

أنا موقن أن الخوارزمي سمى المتنبي، وذكر عبقريات (سيفيات أو كافوريات) له ولا أستبعد (القلائد) وليس لديّ اليوم الحكم الجزم.

فلا أشب الله تعالى قرنه:

قد نجت في (الثمار) من كل تصحيف وتطبيع، روايتها في (الأساس) صحيحة، وفي (أساس البلاغة) أشياء، هذه فيه هي من السالمات، ومن أدب الزمخشري أن يؤيد ما يورده بأقوال مأثورة، أو أمثال مشهورة أو سجعات يتأنق فيها.

ولما كان الحريري قد أورد تلك الجملة في (البكرية) قال الشريشي شارحاً: (قوله أشب

<<  <  ج:
ص:  >  >>