قرنك يدعى بذلك للصبي أن يكبر وتطول قامته كما تقول للصبي في ضج ذلك: لا كبرك الله، ويقال شب الصبي يشب بكسر الشين شباباً بفتح الشين وكسرها إذا طال ونمى جسمه، وأشبه الله وأشب قرونه أي جعله أسود الذؤابة والقرون الضفيرة وهي الذؤابة، وقيل القرن جانب الرأس).
وإذا صح تفسير الشريشي أو صح ما نقله الأستاذ (المحمود) وهو الأصح، ومثله في الشرح المختصر للمقامات فالكلمة (أشب) لا (شيب) وروى الجملة (التاج) كما أوردها الذين سماهم الأستاذ في كتابه، وهذا ما جاء فيه:(الشباب الفتاء والحداثة كالشببة، وقد شب الغلام يشب شباباً وشبوباً وشيباً، وأشبه الله، وأشب قرنه بمعنى، والأخير مجاز، والقرن زيادة في الكلام) ومراد (التاج) بقوله: (والقرن زيادة في الكلام)
- وقد جاء هذا في اللسان أيضاً - أن العرب تزيد في كلامها في أشياء منه تقوية وتفنناً، فأشبه الله كاف في الدعاء له، وأشب قرنه كما فسروا - توسع في القول، ولكل لغة سنن وأساليب، وفي (الصاحبي) لابن فارس و (فقه اللغة وأسرار العربية) للثعالبي و (المزهر) للسيوطي أمثلة لذلك.
نقائض جرير:
هي (نقائض جرير) لا قلائص جرير، وقد اطلع الشيخ إبراهيم اليازجي - كما أوقن - على رواية للمقالة في غير (ثمار القلوب) وأخذ منها لكتابه (نجعة الرائد) ما رأى أخذه، وهو يذكر في النجعة نقائض جرير، وهذا ما سطره:
(وتقول شعر فلان أحسن من حوليات زهير، وأحسن من حوليات مروان بن أبي حفصة، وأحسن من اعتذارات النابغة، وحماسيات عنترة، وهاشميات الكميت، ونقائض جرير وخمريات أبي نؤاس، وتشبيهات ابن المعتز، وزهديات أبي العتاهية وروضيات الصنوبري، ولطائف كشاجم، وهذا أحسن من ابتداءات أبي نواس، ومن تخلصات المتنبئ، ومقاطع أبي تمام)
كان العلامة الشيخ إبراهيم اليازجي يجمع لمصنفه عدته (مادته) من كتب اللغة والأدب فرأى في كتاب ابتداءات أبي نؤاس، وفي كتاب تخلصات المتنبئ، (والظاهر أنه وجد الاسم مهموزاً أو همزه هو) وفي كتاب مقاطع أبي تمام فنقل أمثال ذلك وهو تعب مشغول